(عاد/ عدن ) سبأنت:
قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني “إن انتهاء عمليات البحث عن ناجين من طاقم سفينة الشحن “Eternity C”، التي استهدفتها مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران في 7 يوليو الجاري، يجسد مأساة إنسانية مروعة، ويكشف بشاعة الجريمة التي ارتكبتها المليشيا بحق البحارة الأبرياء أثناء أدائهم مهام إنسانية، ويعكس حجم الخطر الذي باتت تمثله على أمن الملاحة البحرية وسلامة الممرات الدولية”.
وأضاف معمر الإرياني في تصريح صحفي “أن عمليات البحث انتهت بإنقاذ 10 من أصل 25 فردا (22 من الطاقم، بينهم 21 فلبينيا وروسي، إلى جانب 3 حراس أمنيين بينهم يوناني وهندي)، بينما لا يزال 15 في عداد المفقودين، يعتقد أن تسعة منهم لقوا حتفهم، بعد أن انتشل غالبية الناجين من البحر عقب أكثر من 24 ساعة من المعاناة”
وأشار الإرياني الى أن المليشيا الحوثية شنت هجوماً وحشياً استمر يومين متتاليين على السفينة “Eternity C” التي ترفع علم ليبيريا وتديرها اليونان، أثناء عودتها من إيصال مساعدات غذائية مقدمة من برنامج الأغذية العالمي إلى موانئ الصومال، حيث استخدمت في هذا الهجوم قذائف “آر بي جي”، وزوارق سريعة، وطائرات مسيرة هجومية، وصواريخ باليستية ومجنحة مضادة للسفن، في جريمة مروعة تعكس استهتار المليشيا الحوثية بأرواح البحارة الأبرياء وإصرارها على إغراق السفن وقتل طواقمها.
وأشار الإرياني، الى أن هذه الجريمة النكراء تأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات التي تنفذها مليشيات الحوثي على السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023، حيث قتلت المليشيا ثلاثة بحارة في هجومها على السفينة “ترو كونفيدنس” في مارس 2024، وبحارا آخر على متن السفينة “توتور” في يونيو 2024..مؤكدة إصرارها على استهداف حرية الملاحة البحرية وسلامة البحارة في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقانون البحار.
ولفت الإرياني إلى أن ما يجري في البحر الأحمر لم يعد مجرد تهديد محلي أو إقليمي، بل يمثل تحدياً سافراً للنظام الدولي والقانون الدولي الإنساني وقانون البحار، ولحماية الأمن البحري العالمي..مضيفا “أن هذه الهجمات تشكل إرهاباً بحرياً منظماً يهدد سلامة الملاحة البحرية وإمدادات الطاقة والتجارة الدولية وسلاسل الإمداد العالمية، ويعرض ناقلات المساعدات والسفن التجارية وناقلات النفط لخطر الغرق والاختطاف والقرصنة”.
وأكد الإرياني أن تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ موقف حازم هو ما منح مليشيا الحوثي المدعومة من إيران الجرأة لمواصلة اعتداءاتها وتحويل البحر الأحمر إلى ساحة للفوضى والابتزاز والإرهاب البحري، وتقويض الاستقرار الإقليمي، وتهديد إمدادات الغذاء والوقود للعالم..مشيرا إلى أن هذه المليشيا تحولت إلى “سرطان ينهش البحر الأحمر بلا رادع”، وكل تأخير في استئصاله يزيد من تعقيد المخاطر ويقلص فرص الحل.
وشدد وزير الإعلام على أن الصمت الدولي لم يعد مقبولا، وأن على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية وفق ميثاق الأمم المتحدة والقوانين البحرية الدولية، عبر تحرك عاجل وحاسم لوقف هذا الإرهاب البحري وإلزام مليشيا الحوثي بدفع ثمن اعتداءاتها المتكررة.
وأكد الإرياني أن سلامة البحارة وأمن الممرات البحرية وإمدادات الطاقة والتجارة العالمية مسؤولية جماعية على عاتق المجتمع الدولي بأسره، وأنه لا يجوز ترك هذه المليشيا الإرهابية تعبث بالتجارة الدولية وتهدد أمن الغذاء والوقود للعالم بلا حساب.