تطوير البحث العلمي والتقني .. مخرج اليمن نحو المستقبل

كاتب المقال:
سامح باحجاج

سامح باحجاج

صحفي وكاتب حضرمي - مدير شبكة مبادرة مواطن

يمرّ اليمن اليوم بمرحلة صعبة ومعقدة على مختلف المستويات، مرحلة تتشابك فيها الأزمات السياسية الاقتصادية والخدمية والاجتماعية، حتى باتت الحلول التقليدية عاجزة عن إحداث أي تغيير حقيقي وفي ظل هذا الواقع، يبرز البحث العلمي والتقني كأحد أهم المخارج الفعلية القادرة على انتشال البلد من وضعه الراهن، لا كخيار إضافي، وإنما كضرورة وجودية لمستقبل أفضل.

إن الأمم التي نهضت من أزماتها لم تنهض عبر المصادفة ولا بالشعارات، بل عبر بناء قاعدة معرفية متينة تُسند التنمية وتدعم اتخاذ القرار وفي اليمن اليوم ورغم الظروف القاسية التي أثرت على مؤسسات التعليم والجامعات ومراكز التدريب، إلا أن الطاقات البشرية ما تزال حاضرة، والعقول الشابة تمتلك القدرة على الإبداع متى ما وجدت البيئة المناسبة ، وهذا ما يجعل من تطوير البحث العلمي والتقني مقدمة لأي مشروع نهضوي حقيقي.

إن التقنية اليوم لم تعد رفاهية، بل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الاقتصاد والإدارة والخدمات ويمكن لليمن، رغم شحّ الموارد، أن يستفيد من التكنولوجيا لتعويض الكثير من الفجوات” إدارة إلكترونية تخفف الفساد، طاقة شمسية متطورة تخدم المناطق المحرومة من الكهرباء، مشاريع رقمية تساعد في التعليم عن بُعد، حلول ذكية للزراعة والمياه، وأدوات بحثية قادرة على تشخيص المشكلات بعيداً عن العشوائية” فالعالم يسير نحو الابتكار، ومن يتخلف عن هذا الركب لن يجد له موطئ قدم في المستقبل.

إن الشباب اليمني اليوم ، بموهبته واندفاعه وقدرته على التعلم السريع، يمثل فرصة وطنية يجب أن تُصان وتُحتضن لقد أثبت هؤلاء الشباب، في الداخل والخارج، أنهم قادرون على المنافسة حين تتوفر الإمكانات، وأنهم يمتلكون الشغف الذي يُبنى عليه مستقبل الدول .

ومن هنا، فإن فتح أبواب المعرفة أمامهم، وتوفير معامل بحث بسيطة وفرص تدريب حقيقية، يمكن أن يصنع فارقاً كبيراً على مستوى التنمية والإنتاج والابتكار.

إن إصلاح منظومة التعليم العالي، وتحديث الجامعات، وإعادة الاعتبار للمراكز البحثية، هو الطريق الطبيعي لإعادة بناء الدولة على أساس علمي ،فالأزمات اليمني من اقتصاد منهك، وبنية متهالكة، ومياه شحيحة، وزراعة متراجعة جميعها بحاجة إلى حلول علمية لا إلى ردود أفعال عابرة ،وحين يصبح البحث العلمي جزءاً من القرار، ستتحول الأزمة من عبئ إلى فرصة، ومن عوائق إلى مشاريع قابلة للتنفيذ.

قد يبدو الطريق طويلاً فعلاً وواقع ، لكن البداية ممكنة، بل وضرورية وحتميه بالاساس لأن اليمن يحتاج اليوم إلى رؤية تبني المستقبل بالعقل والمعرفة، لا بالعاطفة ورغم كل التحديات التي تواجه اليمن اليوم ، ما زالت الفرصة قائمة لتأسيس تحول حقيقي يجعل من العلم قاعدة للنهوض ، ومن التقنية جسر عبور نحو الغد.

إن الاستثمار في العقول هو الاستثمار الأكثر أمناً واستدامة وإذا أراد اليمن أن ينهض من وضعه الحالي، فعليه أن يضع البحث العلمي والتقني في مقدمة أولوياته، وأن يدرك الساسه أن المستقبل لا يُنتظر، بل يُصنع فلا تضيعوا هذا الرهان وهذه الفرصه الثمينه وحافظوا عليها وادعموها بكل الامكانات لتنهض البلاد والعباد .

إقرأ أيضاً للكاتب:

اضف تعليقك

كاتب المقال:
سامح باحجاج

سامح باحجاج

صحفي وكاتب حضرمي - مدير شبكة مبادرة مواطن