(عاد/عدن ) إعلام النقابة /صديق الطيار :
نظمت نقابة الصحفيين الإعلاميين الجنوبيين، صباح اليوم، بمقرها في مديرية التواهي بالعاصمة عدن، فعالية تأبينية للفقيدين الصحفي سالم الفراص والمخرج الإذاعي سعيد شمسان، اللذين وافتهما المنية هذا العام 2025، بعد حياة حافلة بالعطاء والإبداع في نشاطهما الصحفي والإعلامي المتميز، وذلك بحضور نائب وزير الإعلام والثقافة والسياحة، صلاح العاقل، وحسن الحيد رئيس المنطقة الحرة عدن ورئيس مجلس إدارة مؤسسة 14 أكتوبر للطباعة والنشر – رئيس التحرير، محمد هشام باشراحيل
افتتحت الفعالية، التي أقيمت برعاية هيئة المنطقة الحرة – بالعاصمة عدن، بقراءة الفاتحة على روحي فقيدي الصحافة والإعلام الصحفي الفراص والمخرج شمسان.
عقب ذلك، ألقى نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين الأستاذ عيدروس باحشوان كلمة ترحيبية بالحاضرين كلاً باسمه وصفته، متوجهاً بالشكر والتقدير لرئيس المنطقة الحرة عدن، حسن الحيد، الذي بادر برعاية وإقامة هذه الفعالية التأبينية للفقيدين.
وتحدث باحشوان في كلمته عن الأدوار البارزة للقامتين الإعلامية الفقيدين الصحفي سالم الفراص والمخرج سعيد شمسان، وحضورهما المتميز في عالم الصحافة والإعلام خلال مسيرتهما المهنية الطويلة، لافتاً إلى أن هذا الحفل التأبيني يأتي في إطار جهود النقابة لتكريس ثقافة الوفاء والعرفان بجهود الرواد الأوائل من الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين في بناء مسيرة إعلامية جنوبية راسخة، حملت هموم الناس ونقلت تطلعاتهم بأمانة ومسؤولية، وما قدموه من إسهامات عظيمة عبر سنوات طويلة في خدمة الإعلام الجنوبي وقضايا المجتمع، وكانوا جزءاً أصيلاً من معركة الوعي الجنوبي وتطلعاته نحو الحرية والكرامة.
من جانبه، تحدث العاقل، مترحماً على روحي الفقيدين الفراص وشمسان، وعلى أرواح كل زملاء مهنة الصحافة والإعلام ممن توافاهم الله جل وعلا برحمته، متمنياً الشفاء العاجل لمن مازال يعاني المرض.
وشدد العاقل على أهمية إنشاء صندوق لرعاية كوادر المؤسسات الصحفية والإعلامية وعلاجهم، مشيراً إلى أنه تقدم بمشروع إنشاء هذا الصندوق لرئاسة الوزراء، آملاً أن تستجيب الحكومة لهذه المبادرة لرعاية الصحفيين والإعلاميين عرفاناً بدورهم التنويري وتشكيل وعي المجتمع.
بدوره، القى باشراحيل، كلمة قال فيها: “نجتمع اليوم في لحظة وفاء واعتراف، نستحضر فيها سيرة رجلين من خيرة أبناء عدن، ورمزين من رموز الكلمة والصوت والإبداع، غيبهما الموت، لكن أثرهما سيبقى شاهداً لا يمحوه الزمن”.
وأضاف: “نترحم أولاً على روح الصحفي والأديب الأستاذ سالم الفراص، الذي وهب عمره للكلمة النزيهة والفكر المستنير، وعمل في صحيفة 14 أكتوبر العريقة على مدى أكثر من أربعة عقود، منذ العام 1981م، كاتباً لعمود أسبوعي منتظم، ثم شغل منصب كبير محرري الصحيفة حتى وفاته، وترك فيها إرثاً مهنياً وأدبياً يُحتذى به، وكان مثالاً للصحفي الملتزم والكاتب الحر، حمل قلمه بصدق ومسؤولية، وكتب لوطنه وعدن بأمانة لا تعرف المساومة”.
وعدد باشراحيل مناقب الفقيد الفراص ومآثره الجليلة ومهنيته الصحفية الفريدة، مؤكداً أنه كان “ضميراً نابضاً بالصدق، وصوتاً ثقافياً متفرداً، امتزج فيه الحس الأدبي بالوعي الاجتماعي، فكتب بعين الصحفي ووجدان الأديب”.
وأردف محمد باشراحيل في كلمته قائلاً: “كما نترحم على روح المخرج الإذاعي سعيد شمسان، الذي عمل على تخليد الذاكرة السمعية، وأسهم في إثراء الإذاعة العدنية بأعمال بقيت محفورة في وجدان المستمعين. كان من الذين جعلوا من الميكروفون رسالة، ومن الفن وسيلة للوعي والجمال”.
وأكد باشراحيل أن عدن خسرت برحيل الفقيدين الصحفي سالم الفراص والمخرج الإذاعي سعيد شمسان، ركنين من أركانها الثقافية والإعلامية، “وخسرت الصحافة والإذاعة في اليمن وجهين من وجوه الإخلاص والإبداع. غير أن الكبار لا يموتون، لأن أثرهم في الناس باق، وكلماتهم وأصواتهم تظل حاضرة في الذاكرة والوجدان، تذكرنا بأن العطاء الحقيقي هو ما يخلد”.
كما ألقت الأخت ريام المرفدي مدير عام التسويق والترويج والاعلام في المنطقة الحرة – عدن، مرثية للفقيد الراحل سالم القراص الذي كان أحد كوادر الهيئة، مؤكدة أنه “لم يكن مجرد أديب وإعلامي، بل كان شخصية مخضرمة معاصرة، وذاكرة ناطقة، ولساناً صادقاً ومثقفاً يؤمن بأن الكلمة قيمة ومسؤولية، لا وسيلة استعراض”.. لافتة إلى أنه “ترك بصمات لا تمحى في أروقة المنطقة الحرة – عدن، حيث مارس الإعلام بروح الأديب، وكتب كمن يحفر في الذاكرة لا على الورق. كان عاشقاً لعدن، لجمالها وبساطتها، ومخلصاً لمهنته حتى اللحظة الأخيرة”.
كما ترحمت المرفدي على روح الفقيد المخرج الإذاعي سعيد شمسان، معرجة على مشواره المهني المتميز لخدمة وتنوير المجتمع العدني خاصة والجنوبي عامة، مبتهلة إلى المولى العلي القدير أن يتغمد الفقيدين بواسع الرحمة والمغفرة وأن يسكنهما فسيح جناته.
كما ألقيت كلمتين لأسرتي الفقيدين، عبّروا خلالهما عن امتنانهم لهذه اللفتة الكريمة، مثمنين جهود نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، ومؤكدين أن هذه المبادرة تعكس روح الوفاء للفقيدين اللذين كرّسا حياتهما لخدمة الصحافة والإعلام في العاصمة عدن والجنوب بشكل عام بكل مهنية وصدق وإخلاص.
هذا، وشهدت فعالية التأبين عدداً من المداخلات من زملاء الفقيدين الصحفي سالم الفراص والمخرج الإذاعي سعيد شمسان، تناولت أبرز الأحداث والمواقف الملهمة للفقيدين، ومشوارهما المهني الفريد في مجالي الصحافة والإذاعة
وفي ختام الفعالية، تم تكريم أسرتي الفقيدين من قبل نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين بالعاصمة عدن، بشهادتين تقديريتين تعبيراً عن تقديرهم لإسهاماتهما المتميزة خلال مشواريهما الصحفي والإعلامي.
حضر الحفل عدد كبير من الكوادر الصحفية والإعلامية والأدباء والمثقفين والشخصيات الاجتماعية بالعاصمة عدن.
 
  
  
 
























