حضرموت ليست أرضًا مستباحة، وليست ساحة مفتوحة للأحزاب اليمنية وأتباعها، شمالية كانت أم جنوبية. هؤلاء ما هم إلا مستوطنون وطرَف دخيل، مخلفات استعمار ونازحون جاءوا على دماء الحضارم، ولم يقدّروا يومًا تسامح أصحاب الأرض.
تاريخهم أسود، ملطّخ بالبطش والنهب وسفك الدماء. آباؤهم بالأمس اغتصبوا السلطة ونهبوا الأرض، وهم اليوم يكررون ذات المشهد: يمتصّون خيرات حضرموت ويستبيحون كرامة أبنائها.. من قوانينهم الاحتلالية التي هجّرت الملايين، إلى جريمة “حبس الرضا” التي سجّلت عارًا على جبينهم، لم يتركوا للحضرمي سوى المنافي والغربة، فيما كانت أرضه تُنهب أمام عينيه.
ولم يكتفوا بذلك، بل جاؤوا بأعدادهم وقطعانهم ليستوطنوا أرضنا، يسرقون البر والبحر وما فوق الأرض وما تحتها، بتواطؤ مع بعض الأبناء العاقين الذين باعوا ضمائرهم وارتموا في أحضان تلك القوى. هكذا تكالب الجميع على حضرموت، ليتركوا أهلها في فقر وحرمان، بينما الخيرات تتدفق إلى جيوب المستوطنين.
واليوم، بقايا تلك القوى، وبأوامر من الخارج، تعود لتتنمر من جديد على الحضارم، هذه المرة عبر سلطة الأحزاب اليمنية، شمالية وجنوبية، مستهدفة حلف قبائل حضرموت رأسًا، لأنه الحصن الأخير الذي يقف سدًّا أمام مخططاتهم.
فماذا ننتظر؟!
هل نبقى نتفرج ونحن نُساق كالضحايا؟
أليس من العار على 25 مليون حضرمي في الداخل والخارج أن يصمتوا بينما أرضهم تُنهب وكرامتهم تُداس؟
فلنوحّد صفوفنا ونطرد هذه القطعان المستوطِنة من حضرموت.
فلنفرض سلطتنا على أرضنا وثرواتنا، ونحمي هويتنا ووجودنا.
حضرموت تستحق أن ندفع ثمن الحرية بدمائنا، لنرفع رؤوسنا بين الأمم، ونضعها في مكانها الذي يليق بتاريخها وحضارتها العريقة.
لقد انتهى زمن الصمت..
حضرموت لن تُستباح بعد اليوم.
…