في موسم نجم البلدة السياحي 2025، حيث النسيم عليل، والماء بارد، ورائحة الشوي تعبق من كل زاوية، اكتشف بعض الزوار – جزاهم الله خيرًا – أن سواحل حضرموت لم تُخلق للسباحة أو الاستجمام والتنزه… بل لاختبار قوة الدفع الرباعي، وتسابق سيارات الدفع النفسي أيضًا!
نعم، في الوقت الذي كان فيه الأطفال يلعبون على الرمال، والعائلات تلتقط صورًا توثيقية للسعادة، ظهرت فئة من الزوار المبدعين، يقودون سياراتهم فوق الشاطئ بسرعة كأنهم في سباق “فورمولا حضرموت”، غير مكترثين لا بسلامة الناس ولا ببراءة الموسم ولا حتى ببركات برودة البحر!
بات منظر سيارة تنطلق وسط العوائل أمرًا عاديًا، بل وأحيانًا تكون مزودة بمكبر صوت يبشر بقدومها، وكأنها زفة بنكهة الغبار، والرمال، وصيحات الرعب من الأمهات والأطفال.
ولأننا نحب الضيوف ونرحب بهم بـ البخور لا البنزين، نود أن نهمس لهم:
أيها الزائر الكريم، لا تجعل من سيارتك دبابة ترفيهية وسط العائلات، فالشاطئ ليس مضمار سباق، وإذا أردت استعراض مهاراتك، فحضرموت مليئة بميادين مفتوحة، وبإمكانك فتح “رالي خاص بك”، بعيدًا عن أرواح الناس.
وإلى الجهات المعنية:
إلى إدارة الأمن والشرطة بساحل حضرموت:
نعلم حجم الجهود التي تبذلونها في حفظ الأمن والاستقرار، ونقدّر وقوفكم الدائم إلى جانب المواطن والمصطاف، ومن منطلق ثقتنا بكم، نضع بين أيديكم هذه الظاهرة المقلقة التي باتت تهدد راحة وسلامة العائلات في موسم نجم البلدة، فوجود سيارات تنطلق بسرعة بين المتنزهين ليس مجرد مخالفة، بل خطر حقيقي يستدعي وقفة جادة وتنظيمًا حازمًا يحمي الأرواح قبل القوانين.
إلى قوات خفر السواحل:
دائمًا كنتم خط الدفاع الأول في البحر، ودرع الأمان على الشواطئ، واليوم، نناشدكم بلغة المحبة والرجاء أن تشمل رقابتكم هذه السلوكيات المستجدة التي تحوّل الشاطئ من مكان للسكينة إلى ساحة قلق، فأنتم أدرى بحجم الأذى الذي قد ينجم عن هذا التهور، وثقتنا فيكم أنكم لن تتركوا الأمور حتى تصل إلى مرحلة لا تُحمد عقباها.
إلى شرطة السير بساحل حضرموت:
أنتم عيون الطرق وسند النظام المروري، واليوم نأمل أن تمتد نظراتكم إلى الشواطئ التي باتت تعاني من فوضى سير غير مألوفة، فليست الشوارع وحدها بحاجة إلى تنظيم، بل حتى الأماكن العامة التي يقصدها الناس للراحة والهروب من صخب الحياة، فوجودكم، حتى بجولات رمزية، سيكون رسالة قوية بأن القانون حاضر أينما وُجد الإنسان.
وفي الختام، لزوارنا نقول:
أهلا بكم في حضرموت، وشواطئنا ليست بحاجة إلى سيارات، بل إلى قلوب راقية وأرواح تقدّر جمال المكان… فدعوا محركاتكم ترتاح، واتركوا البحر لأهله، والرمال لأقدام الأطفال.