كتبه/ سعود الشنيني
في 13 أبريل 2024م
سبقني الكثير من الأخوة الحريصين على موروثهم الحضرمي من المأكولات الشعبية الذين اغتاضوا وكتبوا رفضهم لنسب الباخمري لحضرموت وتتويجه بطلا من قبل بعض أهل المكلا ربما لإرتباطهم به أكثر من غيرهم من سكان حضرموت ساحلا وواديا وحتى ممن سكنوا المكلا الذين يستغربون حضرمة الباخمري وتخصيص يوماً سنوياً للأحتفال به وهو دخيل على موروثهم من الأكلات الشعبية الحضرمية الصباحية وفي مقدمتها ماهو مشهور ومتوارث كالتمر والقهوة أو فتة التمر والسليط المعصر (زيت السمسم) الذي كان هو الفطور الأفتتاحي لكل صباحية
حضرمية في كل أرجاء حضرموت ، وما كان ذلك عنا ببعيد من أمام بوابات ميناء المكلا كوجبة رئيسية متكاملة يعتمد عليها عمال الميناء قبل الدخول من بواباتها يتنافسون ويتباهون بتناول فتة التمر والسليط ذات الفوائد الغذائية العظيمة وما تمنحه لهم من طاقة جسمانية في أعمالهم اليومية الشاقة يعتمدون عليها إلى وجبة الغداء ولهذا لا مقارنة البتة بينها وبين أقراص الباخمري إضافة لإنعدام فوائده الصحية ناهيك عن ماقد يسببه من أمراض خبيثة للمدمنين عليه نتيجة تكرار الزيت الذي يطبخ فيه .
الباخمري أصله من الهند وليس من الأكلات الحضرمية ولامجال للإفتخار به لدناءته المبينة من مكوناته وطريقة طهيه ولامجال للإفتخار به إلى حد القداسه التي نراها اليوم بهكذا حشد سفهوا أنفسهم من أجل شيئا لايستحق الإحتفاء به .
لاشك أن ظاهرة الأحتفاء بيوم الباخمري ظهرت في فترة لاتتعدى الثلاث أو الأربع سنوات الماضية مما يدل أن الظاهرة في حقيقتها مركبة وليست لها صلة بالموروث الغذائي الشعبي في حضرموت لكي يتم الأحتفال بها .. وهناك من يشكك في دسها عمداً في ظل كثير من عوامل التفكك والتناقضات واللا أهتمام التي نعيشها اليوم في حضرموت واليمن والمنطقة العربية ، ولاننسى محاولات السطو على بعض موروثاتنا الفنية الجميلة التي تم نسبها لبعض فناني الدول المجاورة ، ونحن نرفض من يريد أن يضعف موروثنا الحضاري المتنوع ويشكك في أصالته ليفرض على حضرموت أكلة دخيلة عليها وغير ذلك ونعتبر ذلك من أوجه الحرب على ماتكتنزه حضرموت من موروثاتها الحضارية ومحاولات إضعافها وطمسها إضافة لما قد سبقها من محاولات وممارسات لازالت مستمرة لتجريد حضرموت من هويتها المتأصلة في أعماق التاريخ ومايسندها من موروثات في جميع المجالات .
لانستبعد أن تظهر لنا أمور أغبى من الباخمري يحتشد لها الناس هنا دون معرفتهم بما يحتشدون لأجله وهؤلاء للأسف هم من خربوا الرصة بتركازهم من أجل لاشىء .
عزائي لحضرموت في قضم ولهف ثرواتها وموروثها وإبداعاتها وهويتها التي يتناتفها أسفاً بعضاً ممن يعتبرون أبنائها .