(عاد/نيويورك)خاص:
حذر المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من خطورة انزلاق اليمن مجددًا إلى أزمات إقليمية متصاعدة، داعيًا إلى حماية البلاد من المزيد من التورط في الصراعات، والحفاظ على ما تبقى من استقرار هش يتهدده التصعيد العسكري والتدهور الاقتصادي.
جاء ذلك في إحاطة قدّمها غروندبرغ إلى مجلس الأمن الدولي، أكد فيها أن اليمن يعيش في مرحلة بالغة الهشاشة وسط استمرار التوترات الإقليمية، لافتًا إلى التصعيد الأخير في البحر الأحمر وهجمات جماعة أنصار الله على سفن تجارية، والرد الإسرائيلي الذي استهدف مواقع في صنعاء وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، وصولًا إلى محطة كهرباء مدنية.
وشدد المبعوث الأممي على أن “حرية الملاحة في البحر الأحمر يجب أن تُحمى، ولا يجب أن تصبح البنى التحتية المدنية هدفًا للصراع”، محذرًا من أن “المخاطر التي يواجهها اليمن كبيرة للغاية”، وأن “التعويل على الحل العسكري وهم خطير”.
وفي ما يخص التطورات الداخلية، أشار غروندبرغ إلى استمرار الأنشطة العسكرية في محافظات عدة منها مأرب وتعز والضالع، مع تحركات مثيرة للقلق، مؤكدًا أن التفاوض يظل الخيار الأجدى رغم صعوبته. كما أبدى قلقه من “الجمود” في ملف تبادل المعتقلين، مطالبًا بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين، بمن فيهم موظفو الأمم المتحدة والعاملون في المنظمات الدولية.
اقتصاديًا، وصف غروندبرغ المشهد بأنه “الجبهة الأكثر نشاطًا للنزاع”، مع تحذيره من فقدان العملة لقيمتها، وتفاقم انعدام الأمن الغذائي والمخاوف من المجاعة. ولفت إلى أن خطوات عملية مثل فتح طريق الضالع مؤخرًا تُظهر أن التعاون يمكن أن يحدث فرقًا، داعيًا إلى صرف الرواتب دون تأخير، وتحفيز الاقتصاد الوطني.
وأكد غروندبرغ على ضرورة التركيز خلال المرحلة المقبلة على ثلاثة مسارات رئيسية: التهدئة الميدانية ووقف شامل لإطلاق النار، تمهيد الطريق لمحادثات سياسية، وضمانات أمنية إقليمية واسعة، خاصة بما يتعلق بالملاحة في البحر الأحمر.
وختم المبعوث الأممي إحاطته بدعوة مجلس الأمن إلى مواصلة دعمه الموحد للعملية السياسية في اليمن، مشددًا على أهمية حماية الفضاء المدني وتوسيع المشاركة الشعبية، قائلاً: “زملاؤنا المحتجزون لم يُنسَوا، ونعمل بلا كلل من أجل الشعب اليمني”.