شبت وشب بتضعيف الباء تجاوز وتعدي أي غادر مرحلة الضعف والهوان إلى مرحلة القوة والعنفوان أي خلق حالة شبابية كسرت تلك الحواجز والقيود التي هي من صنع الماضي التعيس قريب العهد المعبر عنه بالطوق المانع من إستعادة عزة حضرموت وكرامتها أي تاريخها المجيد الذي إستعاده واسترجعه الشيخ عمرو بن حبريش من غياهيب الماضي التليد
لذا خرج المارد من قمقمه دون رجعه متمردا على الهوان والإستهوان فلم يعد منكفيئا على ذاته ولم يعد للغير أن يرضيه بكلام عاطفي إستخفافي لتسكن ثائرته ولافتات يطفي نار جوعه ويجلب الهدؤ إلى جوارحه من قوام ثروة بلاده
كلا ثم كلا فالقائد الباعث سليل عمرو بن ذي الجدن وأقوامه المنسلة منه نهضت لإستعادة الحق الحضرمي بكامله من ثروات وحقوق وقيم وإعتبار تماما مثل ما ذوقت الجدود المستعمرين والغزاة صنوف العذاب وحمم الحوادث التي قضت المضاجع ولازمت العيون الأرق المستدام
وعلى أثر ذلك نتيجة حتمية أقر المستعمر البريطاني إنشاء وتأسيس جيش البادية الحضرمي في أربعينيات القرن الميلادي المنصرم حاصرا قوامه على أبناء القبائل الحضرمية الأصيلة فقط وفي ذلك الحدث التأريخي الذي يعود من جديد في ثوب الحاضر وقد إستوعبه تماما عبرة لمن أراد أن يعتبر وذكري تليدة لمن أراد أن يتذكر ويتعظ
فالتاريخ قوانين يعيد نفسه عبرها ولايضيع حق وراءه مطالب صنديد يعي الواقع جيدا ويعرف من أين تؤكل الكتف فلا يرهبه كيد المرجفين ولايفت في عضده قيد أنملة من تردد أو تلكؤ بل يمضي في طريق التحقيق وإنجاز ما تعهد به فعلا ماديا متجسدا على بساط الواقع ترجمة للقول وتنفيذا للوعد.
فها هو ميلاد اللواء الأول على رأسه قيادات حضرمية بحتة في ولائها للأرض والإنسان خادمة لهما آناء الليل وطول النهار بهمة عالية لا تفتر ووتيرة متسارعة لا حدود لها مما أصاب الخصوم بالهذيان وإطلاق القول على عواهنه. ولكل حماة دائرة في قوام اللواء للتوجيه والإرشاد عناية بإنشاء وتعهد بشخصية المقاتل تجمع بين مصادر التثقيف والترشيد إسلامية ووطنية حضرمية في المقام الأول. تأصيل ذاتي لقيم الفداء والإخلاص والإقدام ونزاهة المقصد وغاية الهدف المجرد
والشيخ عمرو بن حبريش يعي ذلك ويوليه إهتماما ولفتتي من باب التذكير وأهمية الإسراع ليس إلا.. والله من وراء القصد