هوية الشعوب هي مجال إهتمام ودراسات بحثية في مراكز الأبحاث والجامعات وكل شعب يعتز بهويته ، والهوية الحضرمية موغلة في القدم لقرون مضت في المنطقة الجغرافية المعروفة اليوم بحضرموت أو محافظة حضرموت وحدودها ماثلة أمامنا ..
لن نتحدث عن الحدود التاريخية القديمة فترة مملكة حضرموت أو أيام أو فترة حكم الدولة الكثيرية في فترة حكم السلطان ابو طويرق نكتفي حالياً بالحدود منذ سنة 1967 بعد سقوط السلطنات الحضرمية ..
هوية الشعب الحضرمي هوية تاريخية ثقافية فرضها الإنسان الحضرمي في لغته والدين والمذهب والعادات والتقاليد والسلوك الحضرمي المتميز عن بقية شعوب المناطق ، ولهذا فأن المحافظة على الهوية الحضرمية أمر هام يجب أن يحرص عليه كل من ينتمي إلى تراب حضرموت وعاش فيها وتشرب من ثقافتا وسلوك وأهلها ودينهم و مذهبهم المعتدل علاوة على دماثة خلق أهلها وسمعتهم بين شعوب البلدان الذين سافروا اليها مهاجرين لطلب لقمة العيش بذلوا جهدهم في العمل لسنوات طوال في هذه المهاجر ..
نقل الحضارم كثير من عاداتهم وتقاليدهم والأهم دينهم الاسلامي و مذهبهم الشافعي المعتدل لشعوب البلدان الذين اتخذوا منها أماكن للعمل والإستقرار والنشاط التجارى الشريف النظيف ، ولم تنقطع صلتهم بحضرموت .. كانت هناك محاولات فترة مايسمى حركات التحرر في الوطن العربي في فترة خمسينيات و ستينيات القرن العشرين لتدمير الهوية الثقافية في حضرموت بعد إنتصار الثورة وسقوط السلطنات .. تنظيم الجبهة القومية بعد تسلم السلطة 30 نوفمبر 1967 وأول محاولاتهم فرض إسم المحافظة الخامسة على حضرموت حدود السلطنات محاولة منهم لطمس إسم حضرموت الذي حافظوا عليه الحضارم منذ أيام مملكة حضرموت الذي عرفت عند شعوب كثيره في الجزيرة العربية وخارجها . الشعب الحضرمي لم يقبلوا هذه التسمية لكن بقي العمل بها جاريا في دواوين الدولة حينها وفي الإذاعة وأرقام السيارات ،وعند الآخرين ممن هم ضمن تلك الدولة الجنوبية .. الحضرمي حيث ماحل أو سافر أو كتب في مراسلاته يكتب حضرموت ويضاف لها الخامسة حتى أبناء حضرموت في دول الاغتراب حينها تأتي مراسلاتهم باسم حضرموت الخامسة..
ربما يثأر سؤال من حافظ على هذا الإسم حضرموت ؟
أهل حضرموت وسكانها وحتى ممن سكن فيها أو حل فيها من القادمين خارج حدودها أيام السلطنات ، فرض عليهم الإسم ليس عنوة بل لأن السمعة الطيبة والسلوك الممتاز والأمانة والصدق وحسن التعامل مع الأخرين للحضارم كان من بين أهم الأسباب .. بعد عام 1979 تراجعت دولة الجنوب حينها وإعادة إسم حضرموت إلى المحافظة واستبعد إسم الخامسة من محافظة حضرموت ، ولكن كانت هناك قرارات قلصت مساحة حضرموت في إتجاه صحراء الربع الخالي و محافظة شبوة ، وضمت إلي محافظة شبوة خاصة منطقة دهر و عرما والنسر وبعض مناطق المرتفعات ،الطلح اتجاه حدود المحافظة الرابعة أو محافظة شبوة اليوم ..
إننا بمقالنا هذا ندعوا كافة أبناء حضرموت أينما كانوا المحافظة على هذا الإسم التاريخي وعدم التفريط به والحفاظ عليه والتنبيه من محاولات بعض القوي السياسية لاضفاء إسم حضرموت على مناطق وشعوب لا تنتمي إلى حضرموت باية علاقة لا من قريب أو بعيد بل لأهداف تخص هذه القوي السياسية..
الثقافة الحضرمية متعددة وذات خصوصية بها من حيث الشعر والكتابة واللهجة والموروث الحضاري والسلوك والعادات والغناء والزواج والإعياد والمناسبات والموسيقى حتى في شكل البناء العمراني وزراعة الأرض وغيرها ..
الشعب الحضرمي تأثر بالمهاجر لكن في حدود معقولة مثلا في اللبس وبعض الاكلات وبعض فروع الثقافة ولكن تظل الهوية الحضرمية هي الواقع الذي لايمكن تجاوزه ولا التخلي عنه إلى يوم الناس هذا .