(عاد/المكلا)خاص:
أطلقت السلطة المحلية بمحافظة حضرموت نداءً عاجلاً إلى المعلمين والتربويين في عموم مدارس المحافظة، ثابتين ومتعاقدين، بالعودة الفورية إلى مقاعد الدراسة ابتداءً من يوم غد الاثنين 29 سبتمبر 2025م، مؤكدة أن استمرار تعليق الدراسة يهدد مستقبل الأجيال ويضع الطلاب في مواجهة الضياع.
وأكدت السلطة المحلية في بيان لها اليوم الأحد، أن التعليم يمثل “الحصن والنجاة” لحضرموت، مشددة على التزامها بدعم العملية التعليمية كأولوية قصوى رغم الظروف الاقتصادية الصعبة. وأشارت إلى أنها تتحمل شهرياً دفع ما يزيد عن 2 مليار و100 مليون ريال من مخصصات المحافظة لدعم استقرار التعليم والإيفاء بالتزامات المتعاقدين، مع وعد بإضافة أي فائض بعد تصحيح ملف المتعاقدين لصالح المعلمين في سلك التربية والتعليم.
وأوضح البيان أن السلطة المحلية لم تتخذ أي إجراءات قانونية ضد المعلمين حتى الآن، داعياً إلى نبذ الإشاعات والتوحد حول هدف استمرار التعليم، كما أعلنت عن ترتيبات لعقد لقاء عاجل لممثلي المعلمين مع رئيس الوزراء سالم بن بريك وقيادة وزارة التربية والتعليم لبحث مطالبهم العادلة.
وتضمن البيان جملة من الإجراءات أبرزها:
دعوة جميع المعلمين المتعاقدين للعودة إلى مزاولة مهامهم فوراً، مع التلويح بالاستعانة ببدائل في حال استمرار الغياب.
توجيه مديري التربية والتعليم في الساحل والوادي باستدعاء جميع المعلمين المنتدبين أو المفرغين من أعمال التدريس وإلغاء انتدابهم.
تثمين التزام المعلمين الذين باشروا عملهم، والدعوة للبقية إلى الانضباط وأداء رسالتهم التربوية.
كما وجهت السلطة المحلية نداءً للمجتمع الحضرمي، من علماء وخطباء وأعيان وشخصيات اجتماعية، لمساندة جهود إعادة انتظام الدراسة ونشر الوعي بأهمية التعليم، مؤكدة أن “شمس العلم يجب أن تشرق من جديد على حضرموت”.
نص البيان:-
بيان صادر عن السلطة المحلية بمحافظة حضرموت .. دعوة صادقة للمعلمين والتربويين إلى العودة الشاملة لمقاعد الدراسة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله القائل :
“وقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً” (سورة طه: 114)
والقائل “قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ” (سورة الزمر: 9)
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
انطلاقاً من الإيمان الراسخ بأن التعليم هو صمام الأمان، والمستقبل الوحيد لمحافظتنا الصامدة حضرموت، وفي ظل الظروف الصعبة والتحديات الجسام التي تواجه بلادنا، وأهمها تلك الحرب التي تستهدف مقدراتنا ومستقبل أجيالنا، تطلق السلطة المحلية بحضرموت نداءً وطنياً وإنسانياً عاجلاً إلى كل معلم ومعلمة، ثابتين ومتعاقدين.
يا حملة رسالة الأنبياء، يا معلمي حضرموت الأفاضل ..
التعليم هو الحصن والنجاة .. إنكم المؤتمنون على أغلى ما نملك أطفالنا وطلابنا.. لقد مضى أكثر من شهر وبعض مدارسنا تئنّ من الخواء، وأبناؤنا وبناتنا أصبحوا عُرضة للضياع في الشوارع، وهذا وضع لا يرضاه عقل ولا ضمير.
لقد قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: “خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ”، وقال أيضاً: “طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ”.. فكيف بنا وقد تركنا هذه الفريضة وأهملنا هذا الخير العظيم؟
إن وحدة الصف بينكم وبين السلطة المحلية والمجتمع هي مفتاح تجاوز هذه الأزمة.. ندعوكم لتحكيم العقل والمنطق والعودة فوراً إلى جميع المدارس الأساسية والثانوية لاستئناف العملية التعليمية وخدمة مجتمعكم في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
ان السلطة المحلية بحضرموت تؤكد التزامها بما يلي:
ـ دعم التعليم كأولوية قصوى، إيماناً منها بأن التعليم هو الحياة وهو الملجأ الأخير في وجه الحرب والمشاكل، فالسلطة المحلية تتكفل شهريًا بدفع ما يزيد عن اثنين مليار و100 مليون ريال يمني من مخصصات المحافظة، دعماً لاستقرار العملية التعليمية وايفاءً بالتزامات المتعاقدين، وتؤكد أنها لن تألو جهداً في مواصلة هذا الدعم وزيادته قدر الإمكان، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، وتؤكد السلطة المحلية ان هذا المبلغ المعتمد من السلطة المحلية سيبقى التزامًا عليها،
وما سيتوفر منه من بعد عملية تصحيح ملف المتعاقدين سيضاف للمعلمين في سلك التربية والتعليم.
ـ تؤكد السلطة المحلية أنها لم تتخذ حتى الآن أي إجراءات قانونية ضد أي معلم أو معلمة، سواء كانوا ثابتين أو متعاقدين، وتدعو إلى نبذ الإشاعات والتوحد حول هدفنا الأسمى وهو تعليم أبنائنا.
ـ تعبيراً عن حرصها على تحسين أوضاعكم، فإن السلطة المحلية ستسعى جاهدة لترتيب لقاء عاجل لممثلي المعلمين مع دولة رئيس الوزراء الأستاذ سالم بن بريك، وقيادة وزارة التربية والتعليم لبحث مطالبكم العادلة في إطار جهوده لتحسين الاقتصاد وتخفيض العملة.
▪️ وتؤكد السلطة المحلية أنه من منطلق المسؤولية والحفاظ على استمرارية التعليم، تطلق الإجراءات التالية:
ـ ندعو جميع المعلمين المتعاقدين للالتزام بالعودة الفورية لمزاولة مهامهم ابتداءً من يوم غد الاثنين 29 سبتمبر 2025م، وفي حال عدم عودة المتعاقد لأداء واجبه في الصف، فإن السلطة المحلية ستعمد مضطرة إلى التعاقد مع متعاقدين آخرين واتخاذ الإجراءات اللازمة وفق العقد المبرم، حرصاً على مستقبل طلابنا، ونجدد التأكيد أنه لم يتم إيقاف أو فسخ عقد أي شخص حتى تاريخه.
ـ نوجه مديري التربية والتعليم بساحل ووادي حضرموت باستدعاء جميع المعلمين المنتدبين والمفرغين في مكاتب ووحدات إدارية أخرى، وإلغاء انتدابهم، بما يضمن التزامهم بسلك التربية والتعليم.
ـ تشكر السلطة المحلية المعلمين الثابيتن والمتعاقدين الذين انتظموا في أداء واجبهم الوطني والتزموا بأداء الواجب التعليمي في مقاعد الدرس، وتثمن هذا الموقف الايجابي، وتدعو بقية المعلمين الى الانضباط والالتزام بأداء رسالتهم السامية في جميع المدارس بما يضمن تشغيلها بطاقتها الكاملة.
ـ توجه السلطة المحلية نداء للمجتمع الحضرمي ..
يا أبناء حضرموت، يجب أن نكون يداً واحدة.. ندعو أصحاب الفضيلة العلماء وأئمة المساجد والخطباء، والشخصيات الاجتماعية، والأعيان، والعقلاء، واللجان المجتمعية إلى مؤازرة هذه الخطوة ودعم عودة المدارس، وتثقيف المجتمع بأهمية التعليم .. علينا جميعاً أن نتحمل مسؤوليتنا تجاه مستقبل أولادنا.
فلتعد الحياة إلى مدارسنا، ولتُشرق شمس العلم والمعرفة من جديد على حضرموت.. فما ضاع شعب تمسك بالعلم، ولن ينهزم مجتمع جعل العلم أول أولوياته.
وفق الله الجميع لما فيه خير حضرموت وأهلها.
السلطة المحلية بحضرموت
الأحد 28 سبتمبر 2025م