من المسافة صفر، تُعاد اليوم رسم الخارطة السياسية والعسكرية لحضرموت بعيداً عن محيطها ـ الجنوبي والشمالي ـ في لحظةتاريخية فارقة تختصر مسار التحول السياسي من التبعية والركود إلى الاستقلال والتكوين
قبل عام فقط، كان المشهد بحضرموت عبارة- تجمعات قبلية- كما يصفه الآخرون ، أمّا اليوم فإن الصورة تتبدّل إذ تتبلور أمام الأعين قوة حضرمية صاعدة ورافدة لقوات النخبة الحضرمية تتشكل في العلن، وتولد على الهواء مباشرة بإرادة جامعة وعزيمة وإرادة أبنائها وصدق النوايا
إن حضرموت اليوم تعيد رسم خطها السياسي في ميزان القوى الفاعلة بالملف اليمني وتستعيد ترتيب أوراقها وفق رؤية سياسية ثاقبة يتطلع لها جميع من في المهجر والداخل الحضرمي ، وتمنح نفسها صوتاً سياسياً وقراراً مستقلاً، مدفوعاً بعزيمة أبنائها الذين أدركوا أن زمن الانتظار والارتهان انتهى، وأن بناء الموقف الحضرمي لا يتم إلا من الداخل، بإرادة داخلية، وبوعي جماعي متجذر في الهوية والمصلحة.
إن تقدير الموقف السياسي لحضرموت اليوم يجب أن ينظر له بعناية فائقة من قبل الاشقاء في دول التحالف بأن حضرموت ترفض سياسية الهيمنة والتبعية وإنها تعيد محاولة خلق توازن داخلي في ميزان القوى بالملف اليمني والجنوبي وفرض حضورها لخلق حالة الاستقرار المستقبلي المنشود بعيد عن سيطرة طرف أو كيان عليها جبراً