حضرموت.. تجسد الإرادة بوحدة العمل السياسي!!

كاتب المقال:

عبدالله عمر باوزير

كاتب ومحلل سياسي حضرمي

■ هو إمتحان وليس محنة كما يظن البعض من أبناء حضرموت.. يتطلب الكثير من الوعي بحقية أهمية حضرموت من خلال مواقف الإخوة في الانتقالي الجنوبي من حركة ‎الحضارم ، ونضالهم لاستعادة ‎حضرموت وتمكين أبنائها من الحصول على حكم ذاتي، يمكنهم من إستعادة وبناء مؤسسات الدولة الإدارية ، و الامنية ودعمها بالقدرات البشرية  الفنية و المادية باستقلالية ، وبعمل سياسي و اجتماعي ، ناجح يمكنها من النهوض من الكبوات و الانتكاسات الناتجة عن إدارات مركزية-كسيحة و فاسدة ، و يحررها لإدارة مواردها الطبيعة و البشرية على أسس علمية و قانونية ، توفر أرضية صلبة للأمن و الاستقرار ، ، لجذب راس المال الحضرمي المهاجر- المالي و البشري، من مختلف المواطن الحضرمية- العربية و الأسيوية و الافريقة ، وهي طاقات كبيرة من رؤس الأموال و الخبرات العملية و العقول العلمية ، في مختلف المناشط الفكرية و الإنتاجية.. قادرة على احداث تنمية حقيقية اذا ما توفر لها ‎حكم ذاتي رشيد ،كل هذه حقائق ومميزات ‎حضرمية ، تعرفها دول وشعوب آسيوية و افريقة وغربية ،فضلا عن الاشقاء في المملكة العربية السعودية و دول الخليج العربية..  الأمر الذي يفرض علينا سؤالا قد يظنه البعض استفزازيا لا استفساريا في هذه الظروف المازومة ، وهو لماذا يتغاض الاشقاء عن تصرفات ‎الانتقالي الجنوبي تجاه حضرموت ،وبعض أطراف الشرعية اليمنية ؟ ؛ رغم أهمية حضرموت المحوري الجغرافي و الثقافي فضلا عن الاقتصادي في بناء دولة حديثة و انسانية قابلة للاستمرار و التعايش، كما اشار  إلي ذلك الأخ الشيخ : عمرو بن حبريش زعيم حلف قبائل حضرموت ورئيس المؤتمر الجامع الحضرمي.. في كلمة له قبل اقل من شهرين ، دعا فيها رجال المال و الأعمال اليمنين للاستثمار في حضرموت ، ولتوفير البئية لذلك لا بد وأن تتمتع حضرموت بحكم ذاتي مؤسسي ،  حيث لا تنمية ولا خدمات دون ذلك .. ويظل السؤال قائما لا لمواجهة بعض السعار المرتجف أمام حركة حضرموت، و تأكيد وحدتها  بالموقف الموحد للقوى السياسية و المجتمعية الناتج عن الاجتماع الذي دعا إليه ‎المؤتمر الجامع الحضرمي مختلف فروع التنظيمات الحزبية في حضرموت بتاريخ 15 يوليو 2025 ، فهل بعد هذا البيان المعبر عن موقف و وحدة حضرموت.. والذي بكل تأكيد سيكون له ما بعده ان لم يؤخذ على محمل الجد من الأطراف اليمانية ، في الشرعية وخارجها ، فضلا عن الاشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، ما يغلب الحوار على الخوار ؟.

——————–

على أي حال- نحن ندرك أننا في مرحلة صعبة.. واقصد بذلك اليمن.. الذي أضحى على حافة الانهيار والتشظي ،  بسبب هذه  القيادات الخائفة و المرتجفة ، تجاه حراك حضرموت  و دورها ، ومنهم  من يعبر عن خوفه و مناطقيته الضيقة بتهديد الحضارم ، بقوة السلاح و في اشارات إلى وجود قوى عسكرية على الأرض، مدعومة مع الاسف من بعض الاشقاء ، وبكل تأكيد هذه القوى قد تستطيع إشعال الساحة الحضرمية، ولكنها بكل ما لديها من دعم لا تستطيع أن تكسر إرادة المجتمع الحضرمي.. و الأرض إذا ما تلاحم أهلها بها أقوي بكثير من الوافد إليها ، فكيف إذا كان مجرد بندقية للايجار ؟.

نحن هنا ننبه إلى خطورة تجاهل الإرادة الحضرمية، ونشير إلى دور حضرموت الإيجابي إذا ما أدارت مقدراتها في انتشال اليمن من الاضمحلال و التفتت، كما ننبه إلى أن حضرموت إقليم استرتيجي.. جاذب ، يمكن أن يهدد المنطقة ويدخلها في صراع قوى دولية .. وساعتها سيفقد الفاعل الاقليمي زمام المبادرة على تصويب المسارات ؟.

————————-

اليوم الحضارم يناقشون قضيتهم بصوت عالي..وينتظرون من يحاورهم بعقل وفكر سياسي على مستوى اليمن و الجزيرة العربية بأسرها، ادراكا منهم لمختلف المخاطر التي تحيط بالمنطقة وما يمكن أن يسببه المرتجفون من تحويل حضرموت إلى ساحة صراع قوى إقليمية بالاصالة أو الوكالة .. وتبقى الاسئلة قائمة و مفتوحة .. لمن يريدوا أن يدركوا وحدة الإرادة الحضرمية و أهميتها في إنتشال اليمن من الاضمحلال .. ولكن بفكر سياسي مختلف!!.

اضف تعليقك

كاتب المقال:

عبدالله عمر باوزير

كاتب ومحلل سياسي حضرمي