(عاد/ المكلا ) أنور العامري:
أكد اللواء الركن/ طالب سعيد بارجاش، قائد المنطقة العسكرية الثانية أن محافظة حضرموت الساحل تم تطهيرها بالكامل من العناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة، ولم يعد لها أي تواجد أو نشاط داخلها بفضل التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء حضرموت.. مشيراً الى أن 80% من المهام الأمنية في حضرموت الساحل تنفذها المنطقة العسكرية الثانية الى جانب الأجهزة الأمنية.
وأشاد اللواء بارجاش في حوار مع صحيفة “26 سبتمبر” باليقظة العالية التي يتمتع بها منتسبو المنطقة العسكرية الثانية وتعاون الأجهزة الأمنية والمواطنين في الحفاظ على أمن واستقرار المحافظة ومساعدتها في ضبط الخلايا الإرهابية التابعة لمليشيا الحوثي، وكان آخر هذه الخلايا، الخلية الحوثية التي تم ضبطها في حضرموت الساحل، قبل فترة.. فإلى تفاصيل الحوار:-
* قبل أيام دشن وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة المرحلة الثانية من العام التدريبي والعملياتي 2024م.. من وجهة نظرك ما هي الإنجازات التي حققتها المنطقة العسكرية الثانية خلال المرحلة الأولى من هذا العام؟
– في البداية يسعدني أن أرحب بصحيفة 26 سبتمبر القلب النابض للقوات المسلحة ولسان حالها وروحها الوثابة، وسعداء بتواجدها معنا لنقل واقع المعاناة وفي نفس الوقت المعنويات والمهام التي ينفذها منتسبو المنطقة الثانية، وهذا يحسب لقيادة دائرة التوجيه المعنوي وقيادة الصحيفة والعاملين في هذا المنبر العسكري للقوات المسلحة.
وعودة إلى سؤالك، فالمنطقة العسكرية الثانية مثلها مثل بقية المناطق العسكرية الأخرى لديها خطط وبرامج عسكرية هادفة مرتكزة على الخطة التدريبية والعملياتية المقرة من وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، والمنطقة الثانية يمكن أن نطلق عليها الوليدة وبين هلالين (اليتيمة) لأنها تأسست من جديد في وقت والحكومة كانت مشغولة، ولديها قضايا أهم من المنطقة وهي مواجهة التنظيم الحوثي الإرهابي واستعادة الدولة وانهاء الانقلاب.
والحقيقة بداية العام الحالي تم تدشين المرحلة الأولى من العام التدريبي بعرض عسكري سمي بالعرض العسكري المهيب لأنه لأول مرة نعرض ب 20 سرية وقبل أسبوع أنهينا تدشين المرحلة الثانية.
خلال الفترة الماضية ورغم شحة الإمكانات وانتشار قواتنا على مختلف المحاور العملياتية، وقيامها بأعمال أمنية الى جانب الأجهزة الأمنية، إلا أننا تمكنا من انجاز البرنامج التدريبي للمرحلة الاولى من العام التدريبي والعملياتي على أكمل وجه.
إذ أننا نفذنا قبل فترة مشروع مناورة محاكاة (إعصار 24) احتفاءً بالذكرى الثامنة لانتصار حضرموت على قوى الشر والإرهاب(تنظيم القاعدة) الذي ظل مسيطرا على كامل مدينة المكلا لعدة اشهر.
كما اننا تمكنا من تنفيذ عدة دورات تدريبية وتأهيلية مختلفة لمنتسبي المنطقة؛ منها دورة مساعدين صف ضباط ودورة سياقة لقيادة السيارات ودورة استجداد، ودورة تأهيلية لقادة البطاريات والسرايا، ودورة قادة كتائب.
وأيضا ولأول مرة تم ادخال جناح الطيران المسير في المنطقة مواكبة للتطورات الحاصلة في المعركة العسكرية الراهنة، وكذلك تم ارسال مجموعة من الافراد والضباط لأخذ دورة في هذا الجانب.
ونأمل أن تحظى المنطقة العسكرية الثانية باهتمام من قبل وزارة الدفاع بأن تنال حصتها كبقية المناطق من المنح الخارجية لتأهيل ضباط وقيادة وأركان وحرب عليا وزمالة الدفاع الوطني، أسوة بالمناطق العسكرية الأخرى، خاصة وأن القوات المسلحة في محافظة حضرموت تضطلع بمهام وطنية جليلة في تأمين كل المحافظات المحررة، فهي تشكل بحد ذاتها مؤخرة للجبهات العسكرية وحامية لظهرها من الاختراقات الذي يحاول تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية والداعمين له وفي مقدمتهم النظام الايراني واذرعه في المنطقة.
وخلال المرحلة الثانية من العام التدريبي والعملياتي القتالي، ستكون هناك قفزات نوعية في المنطقة، منها افتتاح عيادات القلب والباطنية والعظام في المستشفى العسكري بشكل كامل وفقاً لتوجيهات ودعم الأخ وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، وهو ما سيسهل للعسكريين وأسرهم وأسر الشهداء من تلقي العلاج بسهولة ويسر ودون حاجة إلى سفرهم إلى خارج المحافظة وخارج البلاد، حيث قد تم في المرحلة الأولى افتتاح قسم الطوارئ فقط، ولكنه لايزال بحاجة الى امكانات ودعم كبير.
مسرح عملياتي كبير
* ماذا عن خارطة التموضع العملياتية للمنطقة الثانية؟
– لا شك أن أطول مسرح عملياتي موجود هو مسرح عمليات المنطقة الثانية، حيث يبدأ من محافظة شبوة، فلدينا لواء الدفاع الساحلي يتمركز هناك وآخر لواء هو لواء الاحقاف الذي يتمركز في شرق حضرموت ومحادين لمحافظة المهرة..
الى جانب ذلك محور الغيضة بمحافظة المهرة يتبع المنطقة العسكرية الثانية ولا يقف حدود المنطقة عند محافظة المهرة فقط، بل يمتد مسرح عملياتها حتى سقطرى، حيث لدينا في سقطرى لواءين، اللواء الأول مشاه بحري ولواء شرطة عسكرية معنيان بحماية الجزيرة.. وكما- اسلفت- فالمنطقة الثانية تمتلك مسرحا عملياتيا كبيرا جداً وتحمل على عاتقها مهاما جساما.
مهام أمنية
* هل يمكن أن تضعنا في صورة المهام التي تنفذها المنطقة في الوقت الراهن؟
– اهم المهام التي تنفذها المنطقة حالياً تتركز في الجانب الأمني وحماية الشريط الساحلي الشرقي لليمن.. وبإمكانك القول: إن 80% من المهام الأمنية في ساحل حضرموت تنفذها المنطقة العسكرية الثانية، وهي لا تقل شأناً عن الجبهات القتالية التي تنفذها مختلف مناطق وصنوف القوات المسلحة اليمنية في مواجهة تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية.
ولذلك فمحافظة حضرموت تشكل العمود الفقري للشرعية وظهرها الحصين والواقي يعمل في حمايتها وتأمينها بشكل جيد مسؤولية وطنية وعسكرية تقع على عاتقنا في المنطقة الثانية، ومن الواجب علينا إنجازها وفقاً لمعطيات ومتطلبات المرحلة الراهنة.
تعاون دائم
* وماذا عن تنسيقكم في هذه المهام مع الأجهزة الأمنية في المحافظة؟
– علاقاتنا مع الأجهزة الأمنية المختلفة ممتازة ونعمل بالتنسيق والتعاون جار ومستمر في انجاز وتنفيذ المهام الأمنية وحفظ الأمن والاستقرار في المحافظة.
* وكيف هو التنسيق مع منتسبي المنطقة العسكرية الأولى في مواجهة قوى الحوثي الإرهابية وغيرها من التنظيمات الارهابية؟
– لدينا تنسيق مستمر وتعاون دائم، وأي مهام يتم تنفيذها كلٌ على مسرحه والمهام التي تتطلب تعاون وتنسيق بين المنطقتين يتم ذلك، وإذا طلب منا الدعم والمساندة لا نتأخر عن التلبية، فكلٌ منا يؤمن الآخر.. وحاليا لا يوجد أي نشاط لتنظيم القاعدة الإرهابي في ساحل حضرموت، لكن هنالك نشاطا حوثيا وهو مراقب وقد تم القبض على خلايا حوثية واحالتها الى الجهات ذات العلاقة.
الطيران المسير
* المعركة الراهنة تختلف تماماً عن المعركة في الماضي في ظل التطور التكنولوجي العسكري الحديث.. هل استوعبتم هذه الجزئية في خططكم وبرامجكم التدريبية والتأهيلية؟
– صحيح المعركة الحالية هي معركة الاسلحة الحديثة والالكترونية، وبالفعل قد عملنا حساب ذلك وتم استيعاب هذه الجزئية تماماً، ولأن الطيران المسير يشكل عنصرا رئيسيا وفاعلا في إدارة المعركة الحديثة، وهو ما أظهرته الحرب الروسية الأوكرانية وغيرها..
– فقد تم الاهتمام في هذا الجانب من قبل قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، حيث تم اعتماد الطيران المسير واحداً من الاجنحة المهمة في القوات المسلحة اليمنية..
خاصة ونحن اليوم في عصر التكنولوجيا العسكرية الحديثة، ويجب أن نواكب هذه التطورات المتسارعة لمواجهة التنظيمات الإرهابية وبأقل التكاليف المادية والبشرية، واستحدثنا جناحا في هذا الجانب تم اعتماده في المنطقة الثانية.
شريط ساحلي كبير
* هناك شريط ساحلي كبير لثلاث محافظات إحداهم جزيرة في البحر والآخريان، تعدان أكبر المحافظات اليمنية مساحة- يمتد من محافظة حضرموت وحتى المهرة وسقطرى- يقع عملياتياً ضمن نطاق عمل المنطقة.. ماذا عن دور المنطقة في مكافحة التهريب، خاصة وأن إيران ومليشياتها يعتمد نشاط تجارتها على تهريب المخدرات والسلاح؟
– صحيح أنه لدينا النصيب الأكبر من الشريط الساحلي اليمني، الذي يتجاوز طوله أكثر من 600 كم ونتحمل مسؤولية تأمينه مع محور الغيضة رغم شحة الإمكانات وقلة الدعم.
قبل فترة في نهاية العام الماضي 2023م تم ضبط 9 أجهزة تشويش طيران مسير داخل سيارة نوع دينا في منفذ شحن كانت في طريقها لمليشيا الحوثي الارهابية.
وكذلك تم القبض على خلية حوثية في ساحل حضرموت وهو ما يسمى في المصطلحات العسكرية “الصيد الثمين”، بالإضافة الى ذلك تم ضبط كميات من المخدرات كانت في طريقها أيضا الى تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية، فضلا إلى تلك شحنات الاسلحة التابعة لمليشيا التي يتم ضبطها من فترة إلى أخرى في البحر أو على الشاطئ.
وكل هذا يأتي هذا رغم شحة الإمكانات-كما أسلفت- نؤكد أن المنطقة العسكرية الثانية لم تستلم أية قطعة سلاح، وتسليحها قبل عام 2015م دمره تنظيم القاعدة خلال سيطرة عناصر القاعدة على كامل مدينة المكلا وظلت فيها لعدة أشهر، وعندما تم استلام المنطقة كانت مدمرة تماماً وتم إعادة بنائها من الصفر سواء فيما يتعلق بإعادة تأهيل المباني والمقرات العسكرية أو فيما يتعلق بالتسليح والتأمين المادي والفني بدعم سخي من قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة.. ولولا التحالف العربي لما كانت المنطقة الثانية واقفة على قدميها اليوم.
* حققت القوات المسلحة انتصاراً كبيراً على تنظيم القاعدة وتحرير هذه المحافظة من الارهابيين.. هل بالإمكان ان توجز لنا حقيقة هذا الانتصار الكبير؟
– لا شك أن يوم الـ24 من أبريل ذكرى عزيزة على قلوب كل أبناء محافظة حضرموت وعامة اليمنيين، وهي ذكرى تحرير ساحل حضرموت وتطهيره من تنظيم القاعدة الإرهابي.. عملية التحرير تمت من ثلاث محاور بواسطة قوات النخبة الحضرمية وبتخطيط دقيق- المحور الشرقي المحور الغربي المحور الأوسط- وتم السيطرة على المكلا من قبل قواتنا، ولكن الامر الصعب أنه كيف تحافظ على النصر الذي تم تحقيقه.
استمر عملنا في تطهير الخلايا الإرهابية، حيث وجدنا مصانع للمتفجرات تابعة لتنظيم القاعدة في المؤسسات الحيوية والمهمة في المحافظة مثل الجامعة والمؤسسة العامة للاتصالات والأماكن المأهولة بالسكان.. واليوم نحب أن نطمئن الجميع أن ساحل محافظة حضرموت خالٍ من التنظيمات الإرهابية.
تعانق السماء
* كيف هي الروح المعنوية لمنتسبي المنطقة الثانية؟
– الروح المعنوية لمنتسبي المنطقة عالية جداً تعانق السماء من منطلق ايمانهم بالهدف والقضية الوطنية المحورية التي خرجوا من أجلها ويضحون في سبيلها بالغالي والنفيس، وهو تحرير اليمن من مليشيا إيران الحوثية الإمامية الكهنوتية، وبالطبع لدينا شعبة توجيه معنوي وهي تمارس عملها التوجيهي ومستمرة وفي أداء مهامها وفق خطة وبرنامج التوجيه المعنوي المنزل المعمم من وزارة الدفاع ووفق تعليمات رئيس هيئة الأركان العامة.
تواصل مستمر
* ما تقييمكم للعلاقة مع السلطة المحلية؟
– علاقة المنطقة العسكرية الثانية بالسلطة المحلية في ساحل محافظة حضرموت ممتازة وبيننا تواصل مستمر، نحن نحافظ على علاقتنا مع الجميع سواء سلطات الدولة أو المكونات الاجتماعية والسياسية، ولدينا قد تم دمج تشكيل المقاومة الشعبية وكل التشكيلات المسلحة في القوات المسلحة والأمن تحت قيادة وزارة الدفاع والداخلية، فالمؤسسة العسكرية اليوم تعمل جنبا إلى جنب في مساندة جهود قيادة السلطة المحلية في تحقيق الامن والاستقرار والحفاظ على السكينة العامة وحماية الممتلكات العامة والخاصة.
دعم محوري
* كيف تثمنون دور التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة في المعركة الراهنة.
– للتحالف العربي دور كبير وبارز في ساحل حضرموت ولولاه لما تحررت حضرموت، بالإضافة الى أن التحالف العربي هو الذي أسس الوحدات العسكرية في المنطقة العسكرية الثانية ومدها بالسلاح والذخيرة ولا تزال علاقتنا مستمرة وجيدة.
– ونثمن عالياً دعم ومساندة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة للحكومة والقوات المسلحة اليمنية في مواجهة تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية لاستعادة الدولة وانهاء الانقلاب.
* كلمة أخيرة؟
– رسالتي الأولى للقوى السياسية: معركتنا مصيرية في مواجهة مشروع إيران وذراعها في اليمن ممثل بتنظيم جماعة الحوثي الإرهابية، وعليها أن الاستمرار في تعزيز التفافها حول مجلس القيادة الرئاسي والمؤسستين الدفاعية والامنية، وأن يكون هدف الجميع استكمال استعادة الدولة وانهاء الانقلاب.
– فيما رسالتي الثانية الى كل أبطال القوات المسلحة في كل الجبهات وميادين الشرف والبطولة: أنتم مصدر فخرنا وعزتنا وبأسنا وأنتم أمل الشعب في استعادة الحق المغتصب والقضاء على الجماعات الإرهابية أينما حلت وحيثما وجدت، وتحقيق الأمن والاستقرار في ربوع اليمن.
– ورسالتي الثالثة الى القيادة السياسية والعسكرية: نؤكد لهم أننا مازلنا على العهد باقون وعلى مبادئ الاحرار ماضون، وعلى درب الشهداء سائرون ولن نتوانى في تقديم الغال والرخيص من أجل استعادة الدولة وانهاء الانقلاب.
#سبتمبر نت
