(عاد/المكلا)قسم الاخبار:
وسط صمت حكومي مريب، تتدهور العملة اليمنية الوطنية بشكل متسارع يومًا بعد آخر، مما أدى إلى تفاقم كارثي في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، ودفع المواطنين إلى حافة الانهيار الشامل. ومع غياب أي إجراءات فاعلة من قبل المجلس الرئاسي والحكومة، يتصاعد الغضب الشعبي بينما تغرق البلاد في أزمة تهدد مستقبل الملايين.
انهيار اقتصادي وأمل يتلاشى
في بلد أنهكته سنوات الصراع الدامي، أصبح المواطنون في المحافظات المحررة يواجهون خطرًا وجوديًا جديدًا يتمثل في الانهيار المتسارع للريال اليمني.
هذا السقوط الحر للعملة لم يعد مجرد أزمة مالية، بل تحوّل إلى كارثة إنسانية تضرب كل بيت، وتنذر بتداعيات مأساوية على مجتمع يعاني أصلاً من الفقر وانعدام الخدمات.

الناشط المجتمعي رامي العكبري وصف الواقع بقوله:
“المواطن أصبح يعاني، الأسعار تتغير بشكل شبه يومي، وأحيانًا أكثر من مرة خلال اليوم في الأسواق والبقالات والمحلات التجارية. هذا التغير السريع في الأسعار ينكد حياة الجميع، من المواطن البسيط إلى رجال الأعمال. الجميع يشعر أن الانهيار السريع للعملة هو السبب الرئيسي لهذه المعاناة اليومية.”
الغلاء ينهك المواطنين.. والرواتب بلا قيمة
ومع كل تدهور جديد للعملة، تتآكل القدرة الشرائية الهزيلة للمواطنين، وترتفع أسعار المواد الغذائية وأساسيات الحياة لتصبح حلمًا بعيد المنال. آخر الجرعات الموجعة جاءت عبر ارتفاع أسعار البنزين في محافظة حضرموت، بينما ظلت الرواتب مجرد أرقام بلا قيمة حقيقية، لا تفي حتى بأبسط متطلبات العيش الكريم.

المواطن فائز الزبيدي تحدث عن الواقع المؤلم بقوله:
“الناس تعمل ليل نهار فقط لتوفير لقمة العيش.
الرواتب أصبحت قليلة جدًا، حتى أن راتب الشخص لم يعد يعادل مئة ريال سعودي. المواطنون اضطروا للعمل في أكثر من وظيفة من الصباح حتى المساء لتأمين احتياجات أسرهم ،لم تعد هناك واردات تغذي البنك المركزي لدعم العملة المحلية، فيما الحكومة تستمر في دفع رواتب باهظة للمسؤولين العاملين بالخارج. الدولة تهتم بالقضايا الخارجية وتترك الداخل يغرق في الفقر واليأس.”
صمت رسمي ومعاناة تتزايد
رغم كل المؤشرات الكارثية، تواصل الحكومة والمجلس الرئاسي والبنك المركزي الغياب عن المشهد، دون أي تحرك ملموس لإنقاذ الريال أو التخفيف من معاناة الشعب.
ويتهم المواطنون السلطات بالتعامل بلامبالاة، والاستمرار في استلام الرواتب بالدولار، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء النظر إلى مأساة الشارع اليمني المتفاقمة.

المواطن محمد الخليفي وجه رسالة مؤثرة قائلاً: “انهيار العملة المحلية وارتفاع العملات الأجنبية تسبب في تدهور كبير في الحياة المعيشية.
الغلاء أصبح يطال كل شيء، وحتى انهيار بسيط في قيمة العملة يؤدي إلى ارتفاع مخيف في الأسعار.
أوجه رسالتي إلى المجلس الرئاسي والحكومة: اتقوا الله في هذا الشعب، وانزلوا لتروا كيف يعيش المواطنون الذين دفعوا الثمن الأكبر. حسبنا الله ونعم الوكيل.”
مصير مجهول ينتظر الملايين
بينما تقف البلاد على حافة الهاوية، تتزايد المطالبات بضرورة تحرك الدول الشقيقة والصديقة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
فاستمرار انهيار العملة بهذا الشكل المخيف قد يكون بمثابة الضربة القاضية التي تدفع بملايين المواطنين إلى الجوع، الفقر، والتشرد، في ظل عجز حكومي كامل عن احتواء الأزمة.
https://www.youtube.com/watch?v=u5BbdjQ1Ih4