اخبار:
بمناسبة الذكرى التاسعة لـ 24 أبريل.. النائب فرج البحسني لـ “عدن الغد”: ستظل حضرموت رافعة راية التكاتف والتعاضد وستجتاز هذه المرحلة(حوار)

(عاد/المكلا)حاوره/ ناصر عوض لزرق:

تحل علينا اليوم الخميس 24 أبريل 2025م الذكرى التاسعة لمعركة اجتثاث التنظيمات الإرهابية التي عاثت فساداً وسفكت الدماء، وبثت الخوف والرعب بين أوساط الساكنين في ساحل حضرموت، المعركة التي قدم فيها أبناء حضرموت البطولات الخالدة في التاريخ.

تحمل هذه الذكرى الـ24 من أبريل تاريخاً ناصعاً بالبياض سطره أبناء حضرموت في طرد وهزيمة هذه التنظيمات الإرهابية، والتي تمت تحت قيادة اللواء الركن فرج سالمين البحسني قائد النصر والتنمية.

وبمناسبة هذه الذكرى العظيمة، فتحت صحيفة (عدن الغد) صفحاتها لتدون أحداث هذه الذكرى والتي أُخذت من حوار مع عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن/ فرج سالمين البحسني “بطل الحرب والسلام”، الذي فتحت ملفات هذه الذكرى وما تلاها من انتصارات، وأحداث متسارعة.

وفتح عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن/ فرج سالمين البحسني، الجرح الأليم الذي تسببت بها التنظيمات الإرهابية، في ذكراها التاسعة، والتي حاولت أن تجعل من العاصمة الحضرمية “المكلا” إمارة إسلامية تعيث فيها وتزرع الخراب وتسفك الدماء، وسرد الوقائع والأحداث التي سطرها أبناء حضرموت في تطهير أرضهم من رجس هذه التنظيمات الإرهابية.

النائب البحسني سرد كيف استطاع تجنيب حضرموت الصراعات، خلال فترة توليه منصبي محافظ حضرموت، وقائد المنطق العسكرية الثانية، وكيف تمت تصفية ما تبقى من شبكات التنظيمات الإرهابية، والسير نحو ملف التنمية والتي كانت من أهم المراحل وأنجحها، والتي عمدت على تطبيع الحياة والنهوض بالمؤسسات والمرافق الحكومية والخاصة.

كما علق البحسني على المرحلة الحساسة التي تمر بها اليوم حضرموت، ونظرته البعيدة من خلال دعوته لأكثر من مرة لتشكيل حامل سياسي في حضرموت، وأهمية وحدة الكلمة والتي يُعول عليها كثيراً لتكون نموذجاً في البناء السياسي والاستقرار وغيرها في المحافظة.

البحسني أكد ثقته في أبناء حضرموت وأنهم سيكونون العامل الحاسم في أن تصل محافظتهم إلى بر الأمان، مجدداً ثقته على حرص دول التحالف في دعم كل محافظة ومنها حضرموت في المحافظة على مكانتها.

وحرص البحسني على تذكير أبناء حضرموت بأن يُحافظوا على محافظتهم، وأن يقدموا مصلحتها على مصالحهم، وجعلها نموذجاً يُحتذى به، وأن يكونوا مدرسة يُستلهم منا النجاح على مستوى الوطن بأكمله.

حاوره/ ناصر عوض لزرق:

1. ما الذي يمثله تاريخ 24 أبريل لأبناء حضرموت؟

– 24 أبريل من كل عام يُمثل محطة مفصلية لأبناء حضرموت، حيث شهد هذا اليوم تحوّلًا عميقًا بفضل عملية عسكرية نوعية قامت بها قوات النخبة الحضرمية بدعم وإسناد كبير من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. تمكنت هذه القوات من اجتثاث عناصر الإرهاب التي استولت على ساحل حضرموت لمدة عام تقريبًا، وأفسدت الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وكان من الصعب اجتثاثهم لولا الدعم السخي وغير المحدود من الإمارات في تكوين قوة نظامية تسمى قوات النخبة الحضرمية، تدريبًا وتسليحًا وتجهيزًا، لما تحقق هذا النصر الذي غيّر مجرى الأحداث في حضرموت.

2. بالعودة إلى تلك الأيام.. كيف تم التحشيد والانطلاق لمعركة تحرير المكلا والساحل؟ وكيف كان الدعم العربي؟

– ما يميز عملية التحرير هو الإعداد الجيد والتنظيم العسكري المحترف. فقد تم تأسيس معسكرات في صحراء الربع الخالي بعيدًا عن أعين التنظيمات الإرهابية، وهناك جرى تدريب القوات لمدة تراوحت بين أربعة إلى ستة أشهر. هذه التجربة كانت فريدة مقارنة بتجارب التحرير في بقية المحافظات.

أما الدعم العربي، فقد كان على قدر عالٍ من المسؤولية، ونتذكر بفخر الدعم اللوجستي، وصلت الأسلحة والمعدات التي وصلت إلى صحراء الربع الخالي وسلّحت قوات النخبة. هذا الدعم كان الأساس في تحقيق الانتصار.

3. كيف استطاع الحضارم تنظيم صفوفهم والتخلّص من الإرهاب؟ وكم عدد الشهداء والجرحى؟

– كانت تجربة فريدة دفعت بالحضارم إلى العمل المشترك، سياسيًا وعسكريًا واجتماعيًا وقبليًا، بهدف التخلص من الإرهاب. تشكّلت قوات نظامية ومجموعات مقاومة شاركت في خطة تحرير استهدفت معسكرات وأوكار القاعدة في مختلف مناطق ساحل حضرموت. وقدّمت النخبة تضحيات كبيرة، وارتقى منها عدد من الشهداء والجرحى الذين سُجلت أسماؤهم بأحرف من نور في سجل الشرف.

4. ما بعد التحرير.. كيف تجاوزتم التحديات الأمنية والاقتصادية واستطعتم فرض الاستقرار؟

– بعد التحرير، بدأنا أصعب المراحل؛ فقد حاول الإرهابيون تنفيذ عمليات لزعزعة الأمن، خاصة خلال شهر رمضان، واستشهد على إثرها قرابة ثلاثين جنديًا. لكننا أعددنا خطة محكمة وانتشر الجيش والأمن بشكل واسع، وتم تنفيذ عملية “الفيصل” لتحرير وادي المسيني، المعقل الرئيس للقاعدة. وتم الخلاص من تهديدات العناصر.

تلتها عمليات أخرى مثل “الجبال السود” و “القبضة الحديدية في الهضاب”. واجهنا صعوبات لعدم وجود بنية تحتية عسكرية في تلك الهضاب، لكننا بنينا من جديد، وبدعم التحالف العربي – خصوصًا الإمارات – تم تأسيس معسكرات لقوات نخبة حديثة وفعّالة.

ثم انتقلنا إلى مرحلة التنمية، فأنشئت مشاريع كهرباء مثل محطة الشحر 40 ميجا، ومشاريع مياه، وتحسين في التعليم والطرق في بناء عدد من الجسور والعقاب، وإعادة تأهيل الشرطة بدعم إماراتي وانشاء كلية شرطة. أصبح الأمن واقعًا ملموسًا وجذبت حضرموت المستثمرين، بفضل الانضباط والاستقرار.

5. وُصفت فترة قيادتكم بأنها جنبت حضرموت ويلات الصراعات.. كيف حققتم ذلك؟

– حققنا نجاحات في الجانب الأمني والعسكري، وهو ما انعكس على المجتمع الحضرمي، حيث سادت المحبة والوئام والشعور بالمسؤولية. عملنا سياسيًا بجهد كبير أثناء تولينا السلطة المحلية للمحافظة على معنويات الناس، وتوحيدهم خلف قوات النخبة. بهذه الجهود أصبحت حضرموت نموذجًا في الاستقرار والبناء والتنمية، وأصبح يُضرب بها المثل.

6. اليوم، تحتفل المكلا في ظل ظروف استثنائية وخلافات بين بعض الأطراف.. كيف تنظرون إلى هذه التحديات؟

– أي مشروع ناجح سيواجه تحديات. لكنني أؤكد للجميع أن حضرموت وأبناءها أرقى من الانجرار وراء الصراعات السياسية. ما دام القادة السياسيون والعسكريون والقبليون يدركون أن حضرموت أمانة في أعناقهم، فإننا سنجتاز هذه المرحلة والغمة قريبا، وستظل حضرموت رافعة راية في التكاتف والتعاضد.

7. دعوتم أكثر من مرة لتشكيل حامل حقوقي لحضرموت.. ما موقفكم من هذا الطرح؟ وهل هناك تجاوب؟

– ما تمر به حضرموت اليوم من تحديات وتجارب يجعل الحاجة إلى توحيد الصف أكثر إلحاحًا. وأي مبادرة أو فكرة يتفق عليها الحضارم ستكون محل ترحيب إذا تصب في مصلحتها وتحفظ حقوقها ولا يعترض أحد على ذلك. الأهم هو وحدة الكلمة لخدمة حضرموت. الذي يعول عليها الجميع بأن تكون نموذجاً في البناء السياسي والاستقرار وغيرها.

8. يُطلق عليكم لقب “بطل الحرب والسلام”.. هل هناك تجاوب فعلي لتغليب مصلحة حضرموت على المصالح الحزبية؟

– الأبطال الحقيقيون هم الشهداء. نحن مجرد قادة فرضت علينا المرحلة أن نكون في مواقع المسؤولية. نسأل الله التوفيق. أما عن تجاوب الأطراف نحو وحده الصف، فهناك نوايا طيبة من الجميع، سواء من داخل حضرموت أو من باقي المحافظات المحررة، نحو وحدة الصف والبناء، وكل جهد يصب في هذا الاتجاه سيكون مرحبًا به.

9. في ظل التحديات، هل تنتصر الحكمة في حضرموت؟ وإلى أين وصلت مساعيكم؟

– أنا واثق أن حضرموت ستصل إلى بر الأمان بفضل رعاية ودعم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات. هذه الدول لا يمكن أن تترك حضرموت أو غيرها من المحافظات دون أن تحافظ على مكانتها. الحضارم أنفسهم سيكونون العامل الحاسم في إنجاح هذا الهدف.

10. كلمة أخيرة بمناسبة ذكرى تحرير المكلا؟

– في هذه المناسبة أقول لأبناء حضرموت، ولضباط وجنود النخبة الحضرمية: حافظوا على الأمن والاستقرار والمكتسبات، وقدّموا مصلحة حضرموت العامة على المصالح الخاصة. اجعلوا من حضرموت نموذجًا يُحتذى به في الأمن، والاستقرار، والتنمية. أنتم قادرون على تحويل هذه التجربة إلى مدرسة يُستلهم منها النجاح على مستوى الوطن بأكمله، بإذن الله.

 

*عدن الغد

قم بمشاركة الخبر
واتساب
فيسبوك
تويتر
شاركنا رأيك بالتعليق في الأسفل
النخبة الحضرمية عنوان النصر والكرامة بقلم الدكتور / عبدالعزيز صالح جابر
حضرموت.. التاريخ وإستعادة الدور !! بقلم عبدالله عمر باوزير
الأبطال الحقيقيون لا يخترق تاريخهم! بقلم نعيم البحسني 
في ذكراه الثامنة …الجامع يمضي بثبات بقلم الدكتور عبدالعزيز صالح جابر
متى ستضع الحرب أوزارها؟ بقلم محمد خالد بازياد
آخر الأخبار
المزيد