محافظ حضرموت يرعى تحكيمًا قبليًا لآل كثير في قضية “مقتل أبناء آل طالب” ويؤكد أن التسامح ووحدة الصف درعنا الحصين في مواجهة الفتن

(عاد/ شبام) إعلام حضرموت:

▪️العلماء والمشايخ :

*بمثل هذا التلاحم تنتصر حضرموت وتتعزز قوتها المبنية على قاعدة راسخة من التكاتف والتلاحم ووحدة الصف، لتحطم المؤامرات التي يُراد بها إضعاف حضرموت، وإبراز النموذج الطيب في حسم القضايا بتحكيم العقل ووحدة الكلمة والتسامح.*

رعى محافظ حضرموت رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة الشيخ مبخوت مبارك بن ماضي، اليوم السبت، جلسة التحكيم والتشريف القبلية الكبرى لقبيلة آل كثير عامة وآل طالب خاصة، وذلك لإنهاء قضية الدم المتعلقة بمقتل كل من “كامل علي بن طالب” ونجله “عبدالله”.

 

وشهد التحكيم الذي أقيم في عقدة آل جعفر بن سالم بوادي بن علي مديرية شبام، حضورًا رسميًا وقبليًا وشعبيًا حاشدًا، حضره إلى جانب محافظ حضرموت، وكيل المحافظة لشؤون مديريات الوادي والصحراء الأستاذ عامر سعيد العامري، وعدد من وكلاء المحافظة، وقائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء الركن صالح الجعيملاني، وقائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن طالب بارجاش، وعدد من مديري عموم المكاتب التنفيذية والمديريات، وعدد من القادة العسكريين والأمنيين، والمشايخ والأعيان والمناصب يتقدمهم الشيخ عبدالله بن صالح الكثيري (شيخ مشايخ آل كثير)، والشيخ عبدالله غالب بن طالب (مقدم قبيلة آل طالب)، والشيخ الدكتور سعيد جعفر بن طالب (مقدم آل جعفر بن سالم) وكيل أولياء الدم آل سالم بن جعفر، وعدد كبير من مشايخ القبائل، والمشايخ والسادة، وأصحاب الفضيلة العلماء، والأعيان، والشخصيات الاجتماعية والاعتبارية من مختلف مديريات المجتمع الحضرمي.

 

وأنهى محافظ حضرموت رئيس اللجنة الامنية برعايته لهذا الصلح، هذه القضية التي حدثت قبل تبوأه قيادة المحافظة، في سياق جهوده لوحدة الصف وتوحيد المجتمع.

 

جاء هذا اللقاء الجامع، استجابة للدعوة الكريمة الموجهة من مشايخ ومقادمة آل كثير ووجهائها، بهدف تحكيم وتطبيق الشرف والعهود القبلية وإنهاء الصراع، بحضور قيادة السلطة المحلية لإضفاء الصبغة الرسمية على الإجراءات.

 

وفي كلمة له خلال جلسة التحكيم، نقل محافظ حضرموت رئيس اللجنة الأمنية الشيخ مبخوت مبارك بن ماضي، مُباركة وتحيات فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، مؤكدًا على الأهمية القصوى لالتفاف الجميع حول مخرجات التحكيم، مشددًا على أن هذه الخطوة تمثل انتصاراً للإرادة الخيرة وتغليباً للحكمة القبلية الأصيلة.

 

وقال المحافظ: “نقف اليوم جميعاً، سلطة محلية ومشايخ ووجهاء، لنؤكد أن التسامح هو صمام الأمان لوحدتنا، وأن التكافل ووحدة الصف هما درعنا الحصين في وجه الفتن، إن الدماء غالية، لكن الحفاظ على النسيج المجتمعي واللحمة الحضرمية أغلى وأبقى”.

 

ودعا المحافظ الحاضرين إلى استلهام قيم ديننا الحنيف، مستشهداً بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾، ومذكراً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم “لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخواناً”.

 

كما أكد المحافظ على وحدة الكلمة والتزام السلطة المحلية بتوفير كل الدعم لجهود وحدة الصف، مؤكداً أن الدولة تقف إلى جانب كل جهد يصب في مصلحة الأمن والسلم الأهلي.

 

وقال المحافظ إن في التراحم والعفو والصلح عُلو ورفعة وسُمو ، وفي الاحتكام للعقل والعقلاء سلامة للإنسان والأوطان.

 

ودعا الشيخ عبدالله بن صالح الكثيري (شيخ مشايخ آل كثير)، والشيخ عبدالله غالب بن طالب (مقدم قبيلة آل طالب)، وأصحاب الفضيلة العلماء إلى نبذ كل دعوات الفرقة والشقاق، والتوجه نحو المستقبل بروح ملؤها الأخوة والوئام والعمل المشترك لخدمة حضرموت، مؤكدين أن حضرموت بلد الحكمة والتسامح والتكافل، وأنها بهذا الصلح تُثبت أنها برجالها ومسؤوليها تنقل حضرموت إلى الرفعة والشموخ، وأن قيادة السلطة المحلية واللجنة الأمنية بتشريفها لهذا الجمع تثبت أنها رمزًا للسلام والمحبة والتآخي، وان أهل حضرموت أهل محبة وسلام وحكمة ومنهج سوي يقوم على الكتاب والسنة وقواسم اخوية عظيمة، مؤكدين أنه بمثل هذا التلاحم تنتصر حضرموت وتتعزز قوتها المبنية على قاعدة راسخة من التكاتف والتلاحم ووحدة الصف، لتحطم المؤامرات التي يُراد بها إضعاف حضرموت، وإبراز النموذج الطيب في حسم القضايا بتحكيم العقل ووحدة الكلمة والتسامح.

وبمنطوق الحكم اليوم تنهي السلطة المحلية ملف القضية، لتضرب مثلاً جديدًا في تغليب المصلحة العامة والتسامح ووحدة الصف سعيدًا نحو تعزيز أمن واستقرار حضرموت الخير والحكمة والأثر الطيب في نشرتعاليم الإسلام السمحاء.

اضف تعليقك