المشروع الجنوبي يخسر الحضارم… بسبب غباء الانتقالي!

في زمن الازمات والحروب، وعندما تقيد الحريات ، وتصبح الكلمة الصادقة الحرة عنوانا للملاحقة والبطش ، تخفت وتتلاشى أصوات الدجل والديماغوجية ، ولاترتفع وتثبت الا أصوات الأحرار ، المدافعين عن تطلعات وحقوق شعوبهم المشروعة . وهكذا هو الحال اليوم في حضرموت، بعد ان تم اجتياحها بالقوة الغاشمة من خارجها ، تحت دعاوي (وحدة الجنوب ، والحرية والاستقلال ) . ولكن الحقيقة خلاف ذلك ، فالهدف الحقيقي هو إذلال حضرموت وشعبها ، وإعادته لحضيرة التبعية الجنوبية بدلا من التبعية الشمالية . ورفضا لذلك ترتفع الأصوات الحضرمية الحرة مقتحمة حواجز الخوف والملاحقة والبطش والإرهاب ، لتقول الحقيقة وترفع صوت حضرموت المجلجل عاليا في عنان السماء ، مرددة لا للاحتلال والغزو ، ونعم لا ستقلال القرار الحضرمي وسيادة الحضارم على أرضهم وثرواتهم.

وبادناه نموذج لمثل هذه الأصوات الحرة …

حضارم الأرض!

سألني أحدهم:

لماذا أنتم في “حلف قبائل حضرموت” ضد القضية الجنوبية، بينما أنتم أنفسكم ذقتم ويلات الشمال، وهم من اغتالوا قيادات الحلف وشيوخ القبائل الحضرمية وعلى راسهم الشهيد لن حبريش؟

قلت: أخيرًا سمعت انتقاليًّا قادرًا على الحديث عن التاريخ بالحق، دون فرض الهيمنة أو الاستقواء بالغزاة، ودون اتهامنا بتلك العلب الجاهزة، أسعدني أنك ذكرت أن الحضارم ضحّوا بالدم في سبيل طرد الغزاة والمستبدين قبلكم، وعانوا من استبداد الشمال كما عانيتم، فلماذا باسم الجنوب اليوم تريدون تكرار نفس السيناريو على أبناء حضرموت ، وتمارسون نفس الهيمنة على الحضارم؟؟؟

“حلف قبائل حضرموت” لم يأتِ من جبال مران، ولم يدخل حضرموت متسللًا من كهوف صعدة، ولم يكن مقيمًا في الضاحية الجنوبية، هم أبناء هذه الأرض قبل آلاف السنين منذ عاد وهود ، وإن كانت هناك مآسٍي جنوبية كانوا الحضارم ضحاياها مثل غيرهم، وحاربوا استبداد صنعاء قبل أن يكون هناك انتقالي ولا دعم إماراتي تستقوون به على أبناء حضرموت، كما استقوى صالح على أبناء الجنوب بالأمس.

الحضارم يستذكرون ظالم الشمال بجبروت الجنوب الجديد :

تغيّرت اللهجة والأسماء، لكن بندقية الظلم واحدة، بالأمس تتوجه نحو الصدر الحضرمي من صنعاء باسم الوحدة، واليوم من الضالع باسم الجنوب. وما زال هؤلاء البشر غارقين في غيّهم، يريدون بلغة السلاح إسكات لغة الحق لأبناء الأرض، ويفرضون هيمنتهم وقوتهم على رجال الدار وأهلها.

لكن هيهات…

حضرموت لن تكون لقمة سائغة لمشاريع استحواذية جائرة ، تحت مسمّيات جديدة يقودها أغبياء جدد. وكما رحلت البندقية الأولى سوف ترحل البندقية الثانية، وتبقى حضرموت للحضارم، ولن ترى الدنيا على حضرموت وصيًا غير أهلها.

رُفعت الأقلام وجفّت الصحف!

حتى وإن كسبت جولة بالقوة، سوف نكسب الحرب بالحق. ولكم فيمن مضى عبرة يا أولي الألباب.

لا تظلموا الحضارم باسم الجنوب، ولا تمارسوا الدجل السياسي والاستبداد والقتل، فحضرموت عصيّة، وأهلها لن يسلّموا بلادهم لغيرهم مهما كان الثمن، والحق ينتصر على الوهم ولو بعد حين.

الجنوب يموت بهمجية الانتقالي، لا بسبب حلف قبائل حضرموت ، الذي لم يحارب الجنوب يومًا، لكنكم تحاربون أهل حضرموت بكل قوتكم ظلمًا وإقصاءا.

بهذا الفكر لن يصنع الجنوب، ولو بعد ألف سنة، وهو يسير منذ بداياته بالطغيان والإقصاء، ولن يحبكم في المحافظات الجنوبية أحد بهذه الأفعال وتلك الوجوه.

يا أيها المشروع القادم بجحافلك تجاه أرضنا الحضرمية…

تأكد أنه إن لم تُحبّك القلوب بالعدل، ستطردك الأرض بكراهية أهلها، والدولة التي يراد قيامها على جثث من الدم، ستذهب هي ورجالها في حوادث الثأر،

فلا تغتر، ولا ترفع صوتك، ولا تهجم ببندقيتك على اهل الارض والحق .

اخفض جناحك واعتبر بغيرك، فقد جربنا كثيرًا من هذه الأشكال التي أصبحت في طيّ النسيان.

لا تتكبر… فقد كان قبلك فلان وفلان ، يا ابن الضالع!

 

إقرأ أيضاً للكاتب:

اضف تعليقك