خطاب الشيخ عمرو بن حبريش العليي رئيس حلف قبائل حضرموت رئيس مؤتمر حضرموت الجامع وكيل أول محافظة حضرموت أمس في اللقاء التشاوري السنوي للاعلاميين ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي الذي نظمته دائرة الاعلام والعلاقات بحلف قبائل حضرموت واحتضنته منطقة العليب بهضبة حضرموت ، يمثل دعوة استراتيجية لتوحيد الصف الحضرمي، وضمان مشاركة جميع أبناء حضرموت بمختلف مكوناتهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية في صياغة المشروع الحضـرمي للحكم الذاتي ، وهي شروط أساسية لتأمين الحقوق وحماية مصالح حضرموت ، وضمان تنفيذ هذا المشروع بما يشمل الأمن والموارد والخدمات والسيادة ، وتحويل حضرموت إلى قوة سياسية واقتصادية فاعلة داخل الدولة، دون المساس بعلاقاتها مع المركز ، ومراعاة أمن واستقرار الدول الاقليمية والدولية بمنطق الواقعية السياسية دون المساس بالثوابت الحضرمية ، والتأكيد على إن الشمولية والتمثيل الحضرمي الواسع ، والسيادة على الأرض ،وانتزاع الحقوق هي أساس شرعية ونجاح المشروع الحضـرمي وتنفيذه بأمان وفعالية.
وفي ظل الصراع الداخلي الحالي داخل مجلس القيادة الرئاسي ، والذي أدى إلى تقويض حالة الاستقرار في حضرموت، حيث كشف عجز مجلس القيادة وانشغاله بصراعات النفوذ عن غياب الإرادة الجادة لتنفيذ الالتزامات تجاه المطالب والحقوق الحضرمية الذي رفع رايتها حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع من منتصف العام الماضي ، هذا التناحر السياسي لم يقتصر أثره على تعطيل القرارات فحسب، بل ساهم في إضعاف الثقة الشعبية، وإظهار السلطة المركزية بالعجز في ايجاد الحلول ، وهو ما جعل حضرموت في مواجهة عدد من المشاكل التي تهدد مصالح وحقوق أهلها، وهذا يثبت أن لا حل لهذه لمجمل هذه الاوضاع الا بالحكم الذاتي وهي الخقيقة التي أكد عليها الشيخ عمرو بن حبريش في كلمته ، من هنا فإن حضرموت لن تكون نموذجًا ناجحًا للحكم الذاتي إلا إذا تحققت وحدة صفها، وتوافقت كافة القوى الحضرمية على رؤية مشتركة واضحة، فالفشل أو التغيب عن هذا المسار، أو عدم التجاوب مع دعوة الشيخ عمرو، قد يؤدي إلى ضياع فرصة تاريخية لحضرموت، وفرض حلول خارجية لا تعكس طموحاتها ولا تطلعات أبنائها.
ومن خلال متابعة خطاب الشيخ عمرو بن حبريش فقد خلصت إلى أنه كان متوافقا ومنسجما مع توجهات الفريق الوطني لاعداد وثائق الحكم الذاتي لحضرموت ومع جهود لجنة الحوار والاصطفاف الحضرمي في توحيد ووحدة الصف لتحقيق الحكم الذاتي ، وبذلك فالخطاب والدعوة تعتبر بمثابة خارطة طريق استراتيجية لضمان أن يكون لحضرموت قرارها والسيادة على أرضها، وأن تُشكل مثالًا حيًا للحكم الذاتي والاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني والتنمية المستدامة ، بما يخدم مصالح المحافظة وشعبها.