افتـهان المشهري… امرأة بحجم وطن رحلت بعدما صنعت المجد وحدها

كاتب المقال:

ودّعت محافظة تعز واحدة من أنبل نسائها وأكثرهن إخلاصاً، برحيل الأستاذة افتهان المشهري، التي حملت همّ المدينة وصنعت فرقاً ملموساً في مواجهة الفساد وإصلاح مؤسساتها، رغم كل التحديات والخذلان.

دخلت المشهري إلى صندوق النظافة في وقت كان محيطا بالفساد، يفتقر إلى المعدات والآليات الثقيلة، فيما كان كثيرون ينتظرون سقوطها وفشلها. لكنها خالفت التوقعات، فواجهت الواقع بجرأة، وأطلقت إصلاحات إدارية كبيرة.

ثبتت أكثر من ألف وخمسمائة عامل نظافة، حسّنت رواتبهم، رتبت العمل الإداري، وأعادت النظام والانضباط إلى مؤسسة كانت في حكم الميتة. وبجهودها، استعادت تعز إشراقتها، فازدانت شوارعها بالنظافة والخضرة والزهور.

على الرغم من نجاحاتها، لم تجد المشهري من يقف إلى جانبها في الأزمات، بل عملت بصمت وإيمان بقضيتها، وهي تواجه التهديدات والتضييق دون دعم يُذكر. المفارقة المؤلمة أن المسؤولين الشرفاء الذين يعملون بصدق وأمانة، لا يلتف الناس حولهم إلا بعد رحيلهم. واليوم، ومع رحيل افتهان، تتسابق الأصوات في اليمن وخارجه لتثني على إنجازاتها وتترحم على روحها، بينما كانت بأمسّ الحاجة إلى هذه المواقف في حياتها.

برحيل افتهان المشهري، خسرت تعز امرأة بحجم وطن، جسدت أسمى معاني الوطنية، وأعطت الرجال درساً في الرجولة والوفاء، وواجهت الفساد بشجاعة نادرة. ستظل سيرتها خالدة، شاهدة على أن المخلصين يصنعون المجد بصمت، حتى وإن لم يجدوا من يساندهم في حياتهم.

الف رحمة ونور على روحها الطاهرة، وأسكنها الله فسيح جناته.

 

إقرأ أيضاً للكاتب:

اضف تعليقك

كاتب المقال: