الممثل التربوي القدير عبدالقادر بن عتيق في ذمة الله بقلم سالم عاصم



لم أتخيل أن يهاتفني أبٌ عزيزٌ صباح اليوم ليخبرني أن من تعلمت منه الوقار والحكمة في المسرح عند الهزل والجد قد اختاره الله للدار الآخرة،  ومابين مؤمن بقضاء الله وتبينوا إذ بي أهاتف فوزي قائلًا طمّني على الوالد،  فبادرني الحمد الله،  هنا  أجهش القلب وتلعثم اللسان وهو يردد لا حول ولا قوة إلا بالله.
رحل عبدالقادر وترك رصيدًا تربويًا وتعليميًا منذ أن التحق بالتدريس أواخر الستينات وحتى تقاعده في منتصف الألفينات،  رحل وترك خلفه إرثًا كبيرًا من التمثيليات الهادفة ووالمشاهد التوعوية في الجانب المسرحي بشقيه الكوميدي والتراجيدي،  رحل ولم تسمع له خلال مشواره المسرحي على مدى أربعين عامًا كلمة نابية ولا شتيمة ولاثرثرة ولا أدوار تهريجية،  ولم يترك فرقته التي أخلص لها وبادلها الوفاء بالوفاء فرقة الفقيد برمة للمسرح الكوميدي مع رفقاء دربه سالم البكري وعمر صبيح وعمر بلكورة وغيرهم من السابقين والجدد لفرقة أخرى أو عضوية مزدوجة.
ساهم الفقيد في الإرتقاء بالمعوز الشحري وأبدع في صنعه وتطويره والترويج له، وتفنن في نسيجه ونقشاته باستخدام المحواك اليدوي الذي ظهر برفقته في لقطات وبرامح تلفزيونية.
لقد جمعتني بالفقيد عدة أعمال آخرها قبل أيام في زواج عضو فرقة برمة مبروك وأخيه محمد أبناء رفيق دربه الممثل عبدالله بلقرع زبيو في مسرحية نقل من خلالها معاناة المعلم جراء الظروف المعيشية الصعبة.
وبعد هذا العطاء الفني والتربوي والثقافي والمسرحي وتمثيل الشحر في داخل المديرية وخارجها ذابت الشمعة حتى انطفأ سراجها صباح اليوم الإثنين فبكته الغيوم وصلى عليه عصرًا جمعٌ كبيرٌ من البشر،  فما كان منّا إلا أن نقول اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه .


قم بمشاركة الخبر
واتساب
فيسبوك
تويتر
شاركنا رأيك بالتعليق في الأسفل
الترندات.. هشاشة الذهن الجمعي بقلم / محمد عمر
مشكلة الإيجار والسكن في مديرية الشحر بقلم/سامح باحجاج
ضيوف العُدوان كتب /عبدالخالق عطشان
هل تكون الضربه القاضيه بقلم دكتور محمد بن همام
همسة ماليه لحكومتنا المؤقره…
بقلم شاكر سالم بن داوُود
آخر الأخبار
المزيد