اخبار:
حرب اليمن والرهان الخاسر بقلم / عبود الحربي

لليمن واليمنيين ئتأريخ طويل من الحروب الداخلية والخارجية التي انهكت البلاد والعباد كثيرا وانتجت حالة غير مستقرة من عدم الأمن والإستقرار السياسي الذي أدى بدوره إلى تجديد موجة الحروب الأهلية ولكن بطرق وذرائع مختلفة وتعد الحرب الأخيرة بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيون من اشد الحروب البينية ان صح التعبير خلال الألفية الثالثة من التاريخ الميلادي وتحديدا في منتصف العقد الثاني الذي شهد سيطرة مايسمى بحركة أنصار الله الحوثيون على العاصمة صنعاء وبصورة شبه كاملة على المحافظات الشمالية تلى ذلك انسحاب أعضاء الحكومة اليمنية إلى العاصمة الجنوبية عدن ثم قيام التحالف العربي بعملية عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية وتوجيه ضربات جوية على اهداف عسكرية للمليشيا الحوثية ودعم المقاومة الجنوبية على الأرض من أجل عودة الشرعية وإنهاء الإنقلاب الحوثي المدعوم من إيران.

القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي حققت إنجازات وتقدمات نوعية في محاور قتالية مختلفة خصوصا في الشريط الساحلي الغربي حيث تمكن قوات العمالقة الجنوبية بقيادة أبو زرعة المحرمي من التقدم والسيطرة على عددا من المناطق والثكنات العسكرية المهمة على طول الخط الساحلي حتى تمكنت من احكام قبضتها العسكرية الكاملة على مدينة المخاء الإستراتيجية المطلة على ضفاف البحر الأحمر وبعد انضمام العميد طارق صالح لصفوف القوات الحكومية مع مقاتليه وتشكيل قوات حراس الجمهورية والمقاومة الوطنية إلى جانب قوات العمالقة والوية المقاومة التهامية تكونت قوة جبارة لا يستهان بها اطلق عليها اسم القوات المشتركة التي وصلت فيما بعد إلى وسط مدينة الحديدة وكانت قاب قوسين او أدنى من السيطرة على الميناء اليمني الإستراتيجي المطل على البحر الأحمر والمدينة بشكل عام لولا تدخل الحكومة البريطانية والأميركية والأمم المتحدة لوقف إطلاق النار والبدء بمحادثات سلام برعاية اممية والذي عرف فيما بعد بإتفاقية إستكهولم.

وفي شرق محافظة صنعاء استطاعت القوات الحكومية كذلك بدعم من التحالف العربي التقدم وإستعادة عددا من المديريات المهمة حتى وصلت طلائع القوات الحكومية آنذاك إلى منطقة فرضة نهم في محافظة صنعاء ولكن وبحسب تصريحات سياسية لعدد من المسؤلين في الحكومة اليمنية قالوا ان السفير الأمريكي اتصل لرئيس الوزراء الأسبق احمد بن دغر وابلغه حرفيا بأن “صنعاء خط أحمر” أضف إلى ذلك قيام إدراة الرئيس جو بايدن حينها برفع اسم الحوثيين من قوائم الإرهاب عام ٢٠٢١ قبل اعادتهم لنفس القائمة بحلول ٢٠٢٤ بعد سلسلة من الهجمات البحرية على السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن وتشكيل تحالف حارس الإزدهار بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وإلى جانبها عشر دول وكذلك قيام الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بشن سلسلة من الضربات الجوية على عددا من المواقع العسكرية للمليشيا الحوثية في المحافظات الشمالية اليمنية.

كل تلك الأحداث وغيرها كشفت حقيقة الموقف الأمريكي والغربي المتناقض مع حرب اليمن ومع الحوثيون ومع التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية والذي أدى إلى ضعف الثقة المتبادلة بين الدول الخليجية والعربية وبين الادراة الأمريكية الحالية التي تلقت العديد من الانتقادات الداخلية والخارجية بسبب السياسات والمواقف الخاطئة تجاه الأحداث والمنظمات الإرهابية حول العالم وادى كذلك إلى التوقيع على اتفاق الهدنة في ٢٠٢٢ والذي بموجبه تم وقف كافة الأعمال القتالية والبدء بمحادثات للسلام بين جميع الأطراف المتصارعة في اليمن وذهبت الدول الخليجية إلى ابعد من ذلك حيث قامت المملكة العربية السعودية بترسيخ علاقتها مع الصين وتعزيز التقارب بينهما والانضمام إلى منظمة شنغهاي التي من مهامها تنشيط التجارة العالمية ومكافحة الإرهاب الدولي وسبق هذه التطورات التي قلصت النفوذ الأمريكي في المنطقة قيام الصين بوساطة سياسية لعودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وايران وغير ذلك من التحركات والقرارات السياسية الإستراتيجية لعل اخر ذلك الرفض السعودي للإنضمام إلى عملية حارس الإزدهار وكذلك عدم المشاركة العسكرية في الضربات العسكرية الأخيرة من قبل الجيش الأمريكي والبريطاني للمواقع الحوثية بعد هجمات البحر الأحمر وتهديد الملاحة البحرية واحتجاز وخطف وضرب عددا من السفن التجارية واجبار العديد من شركات النقل البحري لتغيير مسارها صوب راس الرجاء الصالح بدلا من مضيق باب المندب.

ورغم هذه الأحداث واعادة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية دولية من قبل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ودخول القرار حيز التنفيذ ماتزال الإدارة الأمريكية وبعض أطراف الصراع المحلية والإقليمية في اليمن يراهنون على إحلال السلام والتوصل إلى حل نهائي للحرب في اليمن مع جماعة أنصار الله الحوثية ولكن يبدوا ان هذا الرهان رهان خاسر بالنظر لواقع المليشيا الإرهابية وتاريخها الطويل في نقض وتقويض كل الاتفاقيات والمعاهدات وفرص السلام السابقة وذلك بسبب تبعية هذه المليشيا للنظام الإيراني الذي يعمل من خلال اذرعه المسلحة في لبنان والعراق وسوريا واليمن على زعزعة الأمن والسلام العالمي من أجل الوصول إلى الحلم الفارسي القديم في إعادة الإمبراطورية الفارسية التي سقطت في القرن السابع الميلادي بعد معركة القادسية ونهاوند في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه،

قم بمشاركة الخبر
واتساب
فيسبوك
تويتر
شاركنا رأيك بالتعليق في الأسفل
الشول وشاحنات الرمل والأحجار  بقلم / سالم عاصم
مستقبل بلدنا إلى أين !! بقلم / اللواء الركن طيار فائز منصور التميمي مستشار وزير الدفاع
الترندات.. هشاشة الذهن الجمعي بقلم / محمد عمر
مشكلة الإيجار والسكن في مديرية الشحر بقلم/سامح باحجاج
ضيوف العُدوان كتب /عبدالخالق عطشان
آخر الأخبار
المزيد