في الحياة نقابل أشخاصًا إختصّهم الله لخدمة دينه وعبادة الصالحين، تعرفهم بسيمهاهم، فتلاحظ بريق النور في وجوههم وآثار الرضا والقبول في محياهم ومحبة الناس لهم، وقد تجد منهم من أتته الدنيا صاغرة، فاختار عبادة الله وخدمة عباده.
الشيخ عبيد رمضان باحمبص ذلك الصوت الشجي الفريد من نوعه الذي نسمعه يصدح بالقرآن من مسجد بن جوبان عند كل صلاة، ذا نبرةٍ قراريةٍ تجعلك تتفاعل وتتمنى لو أطال تلاوة القرآن الكريم.
لقد كان مأذونًا شرعيًا إحتل قمة الصدارة بلا منازع بشهادة الجميع فيعزف باللحن والكلمات خطبة النكاح وكأنها مقطوعة جميلة يرسمها خبيرٌ من علماء المقامات.
لم يكن إنسانًا عاديًا بل كان نجمًا بارزًا، صداحًا بالحق منتقدًا مظاهر الفساد والأفعال السيئة، ولا تخافه في الله لومة لائم، فهو في منبره بجامع الشيخ أحمد داعيًا لمكارم الأخلاق ومُنكرًا لسيئها.
أما عن دوره الإجتماعي فهو الأب والمرشد والمرجعية والعاقل لحي المجورة والعديد من أهالي الشحر، ساهم في حل الكثير من الإشكاليات، ولمِّ الشملِ وأعاد البسمة لكثير من الأسر بعد أن عصفت بها رياح التفرقة والشتات.
فقد أعاد الأمل لكثيرٍ من الأسر من موقعه كرئيسًا لجمعية الشحر الإجتماعية الخيرية منذ التأسيس من خلال الأعمال الخيرية ومشاريع الأسر المنتجة ودورات الخياطة والكوافير وغيرها، وبث الحياة من جديد لمرضى وساهم في وضع اللبنات الأولى لمركز غسيل الكلى بالشحر.
وبعد هذه الحياة الحافلة بالعبادة والعمل الصالح وخدمة المواطنين حق له أن يرتاح.. وعندالله الجزاء
اللهم أغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واجعل قبره روضة من رياض الجنة.