صدفة ويا محلى الصدف ، كعادتي اليومية في وقت الظهيرة، لعبوري إلى سوق الخضار بمدينة سيئون الواقع شرقي قصر الكثيري التاريخي بوسط المدينة، لشراء احتياجات البيت من خضار وفواكه أو لمعرفة الجديد والأسعار، إذا كانت تناسب للشراء سيما الفواكه .
وعندما ادلفت قدماي السوق من الجهة الشرقية الجنوبية ، سمعت صوتا يناديني باسمي ، فإذا به الزميل / امجد بارجاء ، لا أعرف ما يريد ولكنه ظل يناديني تعال أريدك وعندما توجهت إليه ، كانت المفاجأة والصدفة الجميلة عندما وجدت من يقف إلى جانبه كروان الشحر وأيقونة الغناء الحضرمي الأصيل الفنان القدير / محفوظ بن بريك ، فتبادلنا التحية وعناق الترحيب ، كيف لا وبيننا معرفة قديمة وإلتقينا أكثر من مرة في مواقف فنية، سواء في ساحل حضرموت أو في الوادي ، وأيضاً من محبي وعشاق سماع أغانيه ، فعرضت عليه الضيافة لكنه اعتذر، كونه مغادر إلى الشحر مع زملائه المتوزعين في سوق سيئون، لشراء الهدايا والخضار الطازجة ، وتم الوداع داعيا القدير أن تصحبهم رعاية الله ووصولهم إلى الشحر لأولادهم في صحة وعافية .
الفنان القدير / محفوظ بن بريك ، لازال يواصل تغريده في ربوع حضرموت ساحلا وواديا ، ولازال يحتفظ بصوته الهادي والجميل ، لم تتغير نبرة صوته الفني يعرفه جميع أهالي حضرموت قاطبةً ، وشكل ثنائياً للأغنية الحضرمية بكل ألوانها مع شاعر حضرموت السيد الفقيد / حسين أبوبكر المحضار ، لم يمل يوما من الأيام إلى الأغاني الهابطة، بل ظل محافظا على الأغاني الحضرمية الأصيلة ولم يغيّر في ألحانها ، مثل ما هو حاصل في فناني شباب هذا الوقت، للأسف الشديد .
كروان الشحر وأيقونة الغناء الحضرمي الأصيل الفنان / محفوظ بن بريك سمعت أغانيه منذُ الطفولة مع فناني حضرموت، رحمهم الله جميعا ( محمد جمعه خان ، سعيد عبد النعيم ، كرامه مرسال ، مفتاح سبيت كنداره ، بدوي زبير ، وغيرهم ، كما قدم ويقدم الفنان / محفوظ بن بريك ( ابو عماد ) اطال الله عمره ، خلال مشواره الفني باقات من الأغاني الأصيلة من كلمات شعراء لهم باع في الشعر منهم ( أبوبكر بن شهاب ، حداد بن حسن الكاف ، مستور حمادي ، سالم عبدالقادر العيدروس ، صالح المفلحي ) ،ناهيك عن ثنائيته مع الشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار ، كما غنّى ولحّن عدداً من أغاني الفن العربي، كما أبدع وتألق في المسرح الغنائي في دور رئيسي في الاوبريتات الغنائية على سبيل المثال ( الشموع العشر ، بنت البادية ) وغيرها .
وقال عنه الإعلامي القدير الفقيد / فؤاد باضاوي رحمة الله تغشاه ( يحق لمدينة الشحر أن تفخر بك وبتأريخك الكبير ولحضرموت أن تعتز أنها قدمت فنانا كامل الإحساس والرقة والعطاء الغزير .. أنت اللؤلؤة الباقية من حبات اللؤلؤ النفيسة وبك الفن الحضرمي محفوظ في الذاكرة يا محفوظ إلى ما شاء الله )
أطال الله في عمر فنانا القدير / ابو عماد ، ومده بالصحة والعافية ونسأل الله أن يظل متألقا مغردا في سماء الفن ومندوبا ساميا للأغنية الحضرمية الأصيلة وان يتعلم فنانينا الشباب من تلك الهامة الصبر والكفاح، محافظا على نبرته الغنائية دون تقليد //.