الحقيقة المرة والصناعة الغربية بقلم د. مبروك سالم لرضي

استطاع المجتمع الغربي بالتقدم المعرفي والعلمي قراءة سيكولوجية المواطن العربي والمواطن الإفريقي وكذلك الطبيعة الجيولوجية لتلك المناطق وماتحمله من موارد طبيعية تعد مادة خامة للتطور الصناعي والإزدهار الحضاري

وبعد الحرب العالمية الأولى وتقاسم تركة الرجل المريض ظل الغرب ينهب تلك الشعوب تحت مظلة الإستعمار والإحتلال ، وحين سقطت تلك القوى ومعسكراتها بالحرب العالمية الثانية واستغلالا لرغبة الشعوب للتحرر تم اختراق المعسكر القومي العربي الذي بدأت تحركاته بقوميين عرب مخلصين لايملكوا الخبرة ولا التجربة أو الإمكانيات العلمية والبشرية مماجعل تلك القوى تعيد تموضعها بالوطن العربي باحتلال جديد يضمن مصالحها دون شراكة عادلة أو تنمية ونهضة لتلك الشعوب التي غرقت بمستنقع الفقر والجهل والديمقراطية الكاذبة والحزبية والتي تم ترويجها من قبل الدخلاء والعملاء من القوميين العرب وعانت الشعوب العربية وتجرعت بؤس الديمقراطية لعقود لتنتهي بمسلسل توريث ونظام حكم عائلي ،وحينها أدركت القوى الغربية وفق مؤشرات قرب سقوط تلك الأنظمة مماجعلها تستعد لها مبكرا لتحافظ على نفوذها ومصالحها ، وحين هبت ريح سقوط العروش بالعام 2011 تقدم الصف مجموعة من المخلصين والحريصين على بناء أوطان تنعم بالرخاء والازدهار ،وأعاد الغرب لعبته القديمة واخترق تلك الحركات والأعمال الثورية وأدخل المنطقة بدوامة جديدة من الحروب وعدم الاستقرار ليعيد رسم خريطة مصالحه وفقا للقوى الأكثر إخلاصا وأكثر بطشا مستخدما الصراع الطائفي كأحد وسائله بتدمير الشعوب العربية ،

لم تسلم من تلك العواصف المتتالية غير الدول التي حافظت على إرثها وتاريخها العربي والإسلامي في تداول نظام الحكم وبناء الدولة وفقا لطبيعة الانسان العربي والذي أشار إليه المفكر جمال الدين الأفغاني باختيار الحاكم القوي العادل بعيدا عن أنظمة الشرق والغرب والتي مهما حاول البعض التغني بها إلا إنهم لايستطيعوا حتى تنفيذها على أنفسهم إذا سنحت لهم الفرصة بموقع قرار وسلطة.

قم بمشاركة الخبر
واتساب
فيسبوك
تويتر
شاركنا رأيك بالتعليق في الأسفل
الحقيقة المرة والصناعة الغربية بقلم د. مبروك سالم لرضي
يوم الولاية يرفضها العقل والنقل بقلم عبدالخالق عطشان
مذكرات هامة للحضارم بقلم صبري سالمين بن مخاشن 
جمعان دويل.. مصوّر يُنير بعدسته تراث وادي حضرموت بقلم صلاح مبارك
يامن تغردون خارج السرب الحضرمي .. أنتم فاشلون بقلم أ.د. خالد سالم باوزير
آخر الأخبار
المزيد