في مشهد يُجسد الفارق بين غياب الدولة وحضور المسؤولية الوطنية لدى رجال الأعمال، برز الشيخ عبدالله البسيري، مالك شركة حضرموت للطاقة، بموقف حاسم واستثنائي، حيث وجّه بضخ كمية إمداد عاجلة، بلغت خمسة آلف طن من مادة الديزل كسلفة إسعافية لإنقاذ محطات توليد الكهرباء في عدن، بعد عجز الحكومة التام عن احتواء الأزمة أو تقديم أي حلول واقعية.
هذا التدخل العاجل، الذي كشفت عنه موقع إعلامية ومنها «أوبزايڤر» ، مثّل طوق نجاة مؤقت لسكان عدن الذين يعيشون تحت وطأة انقطاعات متواصلة للتيار الكهربائي، في ظل حرارة الصيف القاسية وتدهور الخدمات الأساسية. وبحسب المصادر ، فإن الشحنة كفيلة بإعادة خدمة عدد من المحطات المتوقفة وتوفير ساعات تشغيل للكهرباء، وهو ما يعني تخفيف حدة المعاناة لآلاف الأسر، ولو مؤقتًا.
لقد أكّد الشيخ عبدالله البسيري، من خلال هذه المبادرة، أن الدور الحقيقي لرجال الأعمال لا يقف عند حدود معينة ، بل يتجسّد في مواقف حاسمة عند لحظات العجز الرسمي، حين تغيب الدولة عن أداء واجباتها، ويصبح الأمل معقودًا على وطنيين يدركون أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الناس ولأجلهم.
أن خطوة «البسيري» ليست مجرد تموين بالوقود، بل رسالة قوية بأن العمل الوطني لا يُقاس بالمناصب، بل بالمواقف.
