(عاد/نيويورك)خاص:
قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إن البلاد لا تزال عالقة في دوامة التوترات الإقليمية، رغم وجود فرص سانحة لإعادة تركيز الجهود نحو الحل السياسي، مؤكداً أن خارطة الطريق للسلام لا تزال قائمة وصالحة.
ورحّب غروندبرغ، خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء 14 مايو 2025م، بالإعلان الصادر في 6 مايو بشأن وقف الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة والحوثيين، واعتبره خطوة مهمة لتخفيف التصعيد في البحر الأحمر واليمن.
وأشاد بوساطة سلطنة عمان التي ساهمت في التوصل إلى الاتفاق، قائلاً: “بات من الجلي أن التهدئة في البحر الأحمر والمنطقة أمر لا غنى عنه لإعادة اليمن إلى مسار السلام”.
غير أن المبعوث الأممي حذّر من أن الهجوم الذي شنّه الحوثيين على مطار بن غوريون في 4 مايو، ورد إسرائيل بقصف ميناء الحديدة ومطار صنعاء، يمثل تصعيداً خطيراً، داعياً جميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي وحماية المدنيين.
أزمة اقتصادية خانقة واحتجاجات في عدن
وفيما يخص الأوضاع الداخلية، سلط غروندبرغ الضوء على التدهور الاقتصادي في البلاد، مشيراً إلى أن سعر صرف الريال اليمني تجاوز 2500 مقابل الدولار، وسط انهيار مستمر في الخدمات العامة، خصوصاً الكهرباء، التي شهدت انقطاعاً كاملاً لأكثر من أسبوعين في لحج وأبين، ووصلت إلى 15 ساعة يومياً في عدن.
ولفت إلى خروج نساء في عدن يوم السبت للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وحقوقهن، فيما تعاني المناطق الخاضعة لسيطرة أنصار الله من تدهور القدرة الشرائية، وتوقف صرف رواتب الموظفين، وتراجع جودة العملة المحلية.
المضي في الحل السياسي ضرورة
وأكد غروندبرغ أن التدهور الاقتصادي يعكس الحاجة الملحة إلى مسار سياسي يسمح بالتعاون ومعالجة التحديات الاقتصادية، مشيراً إلى أنه يواصل العمل مع الأطراف اليمنية والشركاء الإقليميين لاستئناف الحوار.
وشدد على أن “خارطة الطريق” التي تشمل وقف إطلاق النار، والتعافي الاقتصادي، وعملية سياسية جامعة، لا تزال ضرورية، رغم التحديات المستجدة وتغيّر بيئة الوساطة منذ أواخر عام 2023.
دعوة لإطلاق المحتجزين
ودعا المبعوث الأممي جماعة أنصار الله إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمجتمع المدني الذين لا يزالون محتجزين بشكل تعسفي، مؤكداً أن استمرار هذا الاحتجاز يقوّض الدعم الدولي لليمن ويضر بالفئات الأكثر احتياجاً.
التزام أممي ودعوة لمضاعفة الجهود
وفي ختام إحاطته، شدد غروندبرغ على التزام الأمم المتحدة بدعم تسوية سياسية شاملة في اليمن، داعياً المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود لتقديم بديل موثوق للحرب، ورؤية تتجاوز الوضع الراهن وتحقق السلام والاستقرار والازدهار لليمنيين.