(عاد/ نيويورك) متابعات:
قدم المبعوث الأممي هانس غروندبرغ اليوم إحاطة لمجلس الأمن، تناول فيها التصعيد العسكري المتزايد في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن: ” أن اليمن جزء من هذا التصعيد، ويواجه خطر الانزلاق بشكل أعمق”.
واستعرض المبعوث الخاص لمجلس الأمن الهجمات التي شنها الحوثيين على إسرائيل والبحر الأحمر، وكذلك الغارات الجوية التي نفّذتها الولايات المتحدة وإسرائيل في اليمن. وقال: ” هذا التصعيد الانتقامي يهدد آمال السلام والاستقرار و يُشغل التركيز بعيداً عن الحاجة الملحة لمعالجة الأزمة الداخلية في اليمن”.
أكد غروندبرغ أن مساحة مشاركة الشعب اليمني في بناء السلام تتعرض للتضييق، من خلال الاعتقالات التعسفية، والتهديدات بالقتل، والترهيب، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. ودعا الحوثيين إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين تعسفياً، بما في ذلك 17 من موظفي الأمم المتحدة. وأضاف: ” أعوّل على دعم هذا المجلس في إيصال هذه الرسالة الواضحة”.
كرر غروندبرغ أن الحل السلمي في اليمن هو الخيار الأكثر جدوى وقابل للتحقيق. وحث على ضرورة الدعم الدولي المستمر والموحد نحو هذا الهدف.
وشدد غروندبرغ على أن طريق نحوالسلام ليس مجرد طموح، حيث وضع ثلاث مقومات أساسية للمضي قدماً. أولاً، الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف تجاه وضع خارطة طريق والتي تضمّنت وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وتلبية الاحتياجات الإنسانية والاقتصادية، والتحضير لعملية سياسية شاملة. تظل هذه الالتزامات أساساً جوهرياً لبناء السلام في اليمن. ثانياً، على الصعيد العسكري ، هناك هدوء نسبي على الخطوط المواجهة وتظل قنوات التواصل مع القيادة العسكرية العليا نشطة. ثالثاً، على الجانب الاقتصادي، تم تحديد خيارات على المستوى التقني ويجري العمل على حث الأطراف بأن التعاون في المسائل الاقتصادية هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار. وأكد غروندبرغ على الحاجة الملحة للتعاون، ودعا الأطراف إلى إظهار الإرادة اللازمة ووضع احتياجات اليمنيين في مقدمة الأولويات.
كما سلّط غروندبرغ الضوء على ذكرى قرار مجلس الأمن رقم 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن، منوهاً بالعبء الكبير الذي تتحمله النساء اليمنيات في النزاع، وبشجاعتهن. وأكد أن النساء اليمنيات في طليعة جهود بناء السلام على مدى سنوات، ودعا جميع الأطراف إلى تمكين النساء لتشكيل القرارات التي ستمهد الطريق نحو سلام دائم في اليمن.
وحث غروندبرغ الأطراف على أن تُثبت التزامها بالسلام عبر اتخاذ خطوات ملموسة، بما في ذلك الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين بشكل تعسفي، وشدد على ضرورة توحيد الهدف. وأكد أنه، على الرغم من النزاعات الإقليمية، لا يزال السلام في اليمن ممكناً.
وخلال إحاطته أمام المجلس، نقل غروندبرغ تطلعات الشعب اليمني لحل النزاع من خلال التعاون الدولي والدبلوماسية.