( عاد/ مقالات ) سَالِم عَاصِم:
مُنْذُ أَطْلَقْتُ عَنَانَ قَلَمِي لِأَكْشِفَ سِرَّ اخْتِفَاءِ السَّارِدِين حَتَّى إِنْهَالَتْ عَلَيَّ الرَّسَائِلُ وَالْإِتْصَالَاتُ لِلْإِجَابَةِ عَنْ التَّسَاؤُلِ وَلَفَتِ النَّظَرِ إِلَى مَوْضُوعٍ مُهِمٍ فِي سِرِّ اخْتِفَاءِ السَّارِدِينَ, وَأَرْجَأَ الْكَثِيرُونَ ذَلِكَ إِلَى الْعَدَدِ الْكَبِيرِ مِنْ مَصَانِعِ الطَّحْنِ وَالَّتِي تُجَرِّفُ الْأَخْضَرَ وَالْيَابِسَ وَأَضَافَ أَخْرُونَ إِلَى مَعَامِلِ إِنْتَاجِ الزُّيُوتِ السَّارْدِينِيَّةِ (الصَّيْفَةِ) وَ
وَشَدَّدَ الْبُرُوفِيسُورُ عَبْدَالْلَهْ بَاصْمِيدِي فِي نِقَاشٍ جَمَعَنِي مَعَ أَكَادِيمِينَ مِنْ كُلِّيَّةِ الْأَحْيَاءِ الْبَحْرِيَّةِ بِجَامِعَةِ حَضْرَمَوْت عَلَى ضَرُورَةِ ايِّقَافِ رَمْيِ الْمُلَوثَاثِ فِي الْبَحْرِ وَفِي مُقَدِّمَتِهَا الصَّرْفُ الصِّحِّيُّ وَتَصْفِيَةُ الْمِنْطَقَةِ الْحَرِجَةِ (٢٠٠ مِتْرٍ مِنْ السَّوَاحِلِ) مِنْ الثُّلُوثِ وَالْوَسَائِلِ الْمُحَرَّمَةِ حَتَّى تَدُبَّ الْحَيَاةُ فِي السَّاحِلِ وَيَعُودَ السَّلْعْطُونَ (الْبَحِيشِي) لِيَمْلَأَ السَّاحِلَ بِالْحَفْرِيَّاتِ. وَقَالَ عِنْدَمَا اخْتَفَى السَّارِدِينُ فِي السِّتِّينَاتِ بِسَبَبِ التَّيَّارَاتِ الْبَحْرِيَّةِ ظَهَرَ نَوْعٌ مِنْ الْأَسْمَاكِ أَسْمَوْهُ الْمُوَاطِنِينَ (بَازُوكَا).
هَذِهِ الْمَرَّة لَمْ أَتَنَاوَلْ مَوْضُوعَ إِخْتِفَاءِ السَّارِدِين لِلتَّسْلِيَةِ وَإِنَّمَا أَدَقَّ نَاقُوسَ الْخَطَرِ لِوُلَاةِ الْأَمْرِ مِنْ السُّلُطَاتِ الْمَحَلِّيَّةِ وَوِزَارَةِ الْأَسْمَاكِ وَجَمْعِيَّاتِ وَمُنَظَّمَاتِ حِمَايَةِ الْبِيئَةِ الْبَحْرِيَّةِ وَالصَّيَّادِينَ بِتَدَارُكِ الْأَمْرِ قَبْلَ فَوَاتِ الْآوَانِ وَقَبْلَ اخْتِفَاءِ أَسْمَاكِ التُّونَةِ (الثَّمَدِ) وَمَافِي حُكْمِهَا وَسَتُهَاجِرُ بَحْثًا عَنْ وَجْبَتِهَا الْمُفَضَّلَةِ السَّارِدِين وَسَيَتَأَثَّرُ حَتَّى الْإِنْتَاجُ النَّبَاتِيُّ لِتَعَذُّرِ حُصُولِهِ عَلَى مُكَافَأَةِ الْإِنْتَاجِ مِنْ (الْوَزِيفِ) وَسَيَدْفَعُ الصَّيَّادُ أَضْعَافًا لِابْتِعَادِ الْأَسْمَاكِ أَكْثَرَ وَأَكْثَرَ.
لَقَدْ كَانَ لِزَامًا أَنْ يَتِمَّ إِعَادَةُ مَرْكَزِ أَبْحَاثِ الْأَحْيَاءِ الْبَحْرِيَّةِ التَّابِعِ لِهَيْئَةِ الْمَصَائِدِ وَمَسْنُودًا بِقُوَّةِ الْقَانُونِ فَقَدْ كَانَ فَعّالًا أَبَانَ فَتْرَة الْإِشْتِرَاكِيِّ وَإِغْلَاقِ مَصَانِعِ الطَّحْنِ الْمُخَالِفَةِ وَمَنْعِ ازْدِيَادِهَا وَأَلَلًا يَتِمُّ الطَّحْنُ إِلَّا لِمُخَلَّفَاتِ الْأَسْمَاكِ فَقَطْ وَتَحْدِيدِ كَمِّيَّةٍ مُحَدَّدَةٍ لِمَعَامِلِ الزُّيُوتِ الصَّيْفَةِ أَثْنَاءَ قُوَّةِ الْإِنْتَاجِ وَمَنْعِ تَصْدِيرِ الْأَسْمَاكِ الصَّغِيرَةِ وَبِالْأَخَصِّ السَّارِدِينَ وَاتِّخَاذِ الْإِجْرَاءَاتِ الرَّادِعَةِ حِيَالَ الْمُخَالِفِينَ وَكُلِّ مَنْ يَتَعَاوَنُون أَوْ يُسَاهِمُ فِي ذَلِكَ وَالْإِسْرَاعُ بِمُعَالَجَةِ أَضْرَارِ الثُّلُوثِ عَلَى الْبَحْرِ بِإِنْشَاءِ مَحَطَّةِ مُعَالِجَةٍ لِلصَّرْفِ الصِّحِّيِّ وَذَلِكَ لِأَنَّ هَذِهِ الْمَرّةَ لَنْ يَكُونَ هُنَاكَ شَفْرٌ وَلَا قُصَيْقِصَةٌ فَقَدْ قَادَهَا الصَّيَّادُ لِمِنَصَّاتِ الْإِعْدَامِ الْجَمَاعِيِّ فِي مَصَانِعِ الطَّحْنِ وَتَصْدُرُ سَمَادًا إِلَى الْخَارِجِ فِي ظِلِّ بَحْثِ الْمُزَارِعِ وَلَايَجِدْهُ.!!