عندما نصاب بنوبات فتور محمد_عمر

عادة ما يصاب الواحد منا بنوبات فتور، ويضعف أمام سطوة الضجر وهاجس التململ، لا سيما من العمل.
تنطفئ الهمة ويرخو النشاط ويتراجع الانتاج.
ولعل هذا ناجم عن الأنشطة الرتيبة والروتين في أحايين كثيرة.
وربما بفعل شعور عارض بعد تحقيق انجاز ما، فتعظم لديك الحاجة لمكافأة ذاتك بالاستراحة قليلا.
وغالبا ما يكون نتيجة الاجهاد، فيرغب المرء عندها بالتوقف واستقطاع وقت طفيف للنقاهة وترتيب الأفكار، واستجماع القوى، وشحن الشغف.
بيد أن هذا لا يتوافق مع أبجديات أي عمل.
فمن غير المعقول أن يمنحك أحدهم فسحة كلما ذبلت طاقتك، وإن كانت الغاية استرداد الحيوية.
قد يتصور البعض أن المراسل الصحفي هو الأقل عرضة للشعور بالملل وهو يتنقل باستمرار في الميدان.
لكن حاله في نهاية الأمر لا يختلف عن حال البقية، إنها طبيعة بشرية.
ومع ذلك فهي مهنة شاقة، والإعلام بصورة عامة سريع التطور، مرهق للعاملين فيه.
من لم يتقدم منهم يتقادم.
فلا يعرف هذا المجال الانتظار لمن يتوانى عن اللحاق به.
والأصعب من ذلك أن الصحفي دونا عن سواه، تغلب على طبعه المزاجية، وتتحكم في محصول إنجازاته.
يكون الشاب مفعما بالإثارة في مقتبل مشواره المهني، لكنه سرعان ما يسلم نفسه لكثرة التوجسات فتخفت عزيمته، وخصوصاً في بيئة كاليمن.
بيئة فتاكة بالشغف قاتلة للمواهب، ناهيك عن أنها لا تؤمن بأهمية الصحافة ولا بدور الصحفي في التنوير والتطوير وكشف الفساد والانتصار للمظلوم.
بل على العكس تماما تسعى في شيطنته والتنكيل به، وأقلها احتقار جهده وسلب مستحقاته.
وبالتالي يتملكه الجزع من عدمية تعافي الحال واستحالة استقرار البلاد ومستقبلها المجهول.
فيجد نفسه مجبرا على التضحية بالكثير مقابل تحقيق القليل من الإبداع والحفاظ على وتيرة النجاح، بممانعة الجنوح أمام تداعيات الخراب السياسي والفوضى الدموية وغياب التقدير.
وإن توانى ولو برهة، ما يلبث حتى يفقد القدرة على الانضباط والاستمرارية، فيخسر حينها أهم مقومات النجاح.
وهنا تبرز مقولة واحدة موجزة تلخص في نظري علاج كل تلك المشاكل بل وأكثر.
وهي تنسب للملياردير الأمريكي ستيف جوبز: “لكي تنجح عليك أن تبق دائما جائعا وأن تحب ما تفعل”
وإنها لعمري كفيلة إذا ما طبقت بعناية، بمساعدتنا نحن كصحفيين وغيرنا من عامة الناس، للانتصار على جميع الضغوطات النفسية والظروف المحيطة.



قم بمشاركة الخبر
واتساب
فيسبوك
تويتر
شاركنا رأيك بالتعليق في الأسفل
التقاسم في زمن الجوع! بقلم صــلاح مبارك
«أسبوع حضرموت في روسيا» .. حضور ثقافي وأكاديمي حضرمي يعبر الحدود بقلم صــلاح بوعابس 
#بن_مبارك بقلم فتحي بن لزرق
حضرموت.. قبل النهاية المشاركة أولا! بقلم عبدالله عمر باوزير
رؤية المملكة 2030.. ملحمة مستقبلية عالمية بقلم الدكتور عبدالعزيز صالح جابر
آخر الأخبار
المزيد