على الحضارم بشكل عام والمتجونبين منهم قراءة مذكرات اللواء خالد باراس و فيصل العطاس والحاج صالح باقيس وغيرهم رحمهم الله من مناضلي الجبهة القومية ، الذين كتبوا بشجاعة وتجرد كشهود على العصر ، أرادوا بذلك أن تتطلع الأجيال القادمة على حجم الكوارث التي ارتكبها الحضارم الموالين للجنوب بحق حضرموت وأهلها وأنفسهم ، وارتهان وتبعية حضرموت للجنوب ..

كل تلك الشهادات تكشف حجم المخططات التي نفذها الرفاق الجنوبيين لتفريق القوى والمكونات الحضرمية المؤمنة بإقامة دولة حضرموت المستقلة التي كان قد أعد لها دستور 1965م باتفاق الجميع .

الحضارم سلطنات ومكونات وقوى في تلك الحقبة الزمنية كانوا يتصارعون فيما بينهم ويعرقلون سير بعضهم البعض ، فالرفاق كانت لديهم مخططات خبيثة أعدوها لخلق تلك الفتن والفوضى وتفريق الحضارم بالأكاذيب وخلق المشكلات حتى أسقطت المكلا في 17 سبتمبر وسيئون في 7 أكتوبر 1967م على يد الجبهة القومية ، لتكون حضرموت لأول مرة ضمن الهوية اليمنية وبالقوة ..

مايجري اليوم من مخططات لعرقلة ومواجهة المشروع الحضرمي هو سيناريو مكرر يمتد من ستينات القرن الماضي ، وهذا ما وضحته لنا مذكرات المناضلين الحضارم ، لذلك يجب قراءتها لأخذ العبر والدروس منها وعدم تكرار الماضي ومآسيه و تسليم أمر وقرار حضرموت إلى عدن أو صنعاء ، فاليوم نريد أن تكون حضرموت سيدة في قرارها وخيراتها وأمنها ..

مايجري اليوم من بعض الشخصيات والمكونات الحضرمية المؤمنة بمشروع حضرموت من اختلاف وتباين هي في أغلبها لتكرار لنفس الحالة السياسية التي كانت في الستينيات وماقبلها ، عندما كان الحضارم أسرى للتباينات والمشكلات التي اختلقها الرفاق فيما بينهم فساعدوا بذلك أعداءهم الذين التهموهم لاحقا ..

مواقف الرفاق الخاطئة ضد حضرموت أدخل حضرموت وأهلها في نفق مظلم استمر قرابة ستين عاما ، ولا ندري متى سنتخلص من تلك التركة ، وهنا تبرز أهمية الحاجة لقراءة المذكرات ودراسة التاريخ الحضرمي المعاصر من قبل الحضارم لأخذ الدروس والعبر وعدم تكرار الأخطاء والاصطفاف الوطني الحضرمي نحو الإسراع لتحقيق الحكم الذاتي لحضرموت واستعادة القرار والسيادة الحضرمية.