(عاد/ عدن ) خاص:
شهد الأستاذ علي عبدالله الكثيري، القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس الجمعية الوطنية، اليوم السبت، فعالية إحياء الذكرى السنوية الرابعة لرحيل المناضل الجنوبي الكبير أمين صالح محمد، أحد مؤسسي الحراك الجنوبي والمجلس الانتقالي الجنوبي، وعضو هيئة رئاسته حتى وفاته.
وخلال الحفل، الذي استُهِلّ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم والنشيد الوطني الجنوبي، ألقى الأستاذ علي الكثيري كلمة، حيّا في مستهلها أسرة وذوي الفقيد البطل المناضل أمين صالح، مؤكداً أن الفقيد الراحل يُعَدّ من مهندسي ثورة شعب الجنوب، وأحد القادة المخضرمين الذين ساهموا بفكرهم ونضالهم في قيادة مسيرة شعب الجنوب، وقد كان حاضراً في كل الساحات، وعلى طاولات اللقاءات والحوارات على مدى العقود الماضية.
وأشار الكثيري إلى أن الفقيد أمين صالح كان أحد مؤسسي المجلس الانتقالي الجنوبي فكرةً، وإطاراً، وكياناً سياسياً حاملاً لقضية شعب الجنوب. وقد عُرف عنه، عندما كان عضواً في هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، الحكمة والاتزان والثبات، وتقديره لقيم الحوار والتآلف بين الجميع، وحرصه على المضي في مسار تعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية، التي تُعد المربط الأساسي لتحقيق استقلال الجنوب وطناً ودولةً وهويةً.
وأوضح الكثيري أن “فقدان هذا القائد المُلهم قبل أربع سنوات مثّل خسارة كبيرة في وقت كنا – ولا نزال – بحاجة إلى هذا العقل وهذه القيم وهذه المدرسة السياسية والنضالية الثرية، ونحن مدركون لحجم التحديات الماثلة اليوم والتي تضاعفت، وعلينا من خلالها أن نستلهم سِيَر المناضلين، ويأتي في طليعتهم أمين صالح محمد، للتغلب على المنعطفات التي يُراد لنا أن نمضي فيها، وما يعتريها من محاولات لإضعاف قضية شعب الجنوب والالتفاف على إرادته”.
وشدد الكثيري على أن “هذه المناسبة تستدعي ضرورة أن نكون ملتفين متكاتفين، سائرين على درب الشهداء وكل من فقدناهم، وعلى درب الانتصار لأهدافنا، وأن نمضي واثقين خلف قيادتنا السياسية برئاسة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، حتى استكمال مهام التحرير وانتزاع خلاصنا الكامل والتام، لاستعادة وطننا الجنوبي الكبير”.
وألقى ضياء المحورق كلمة نيابة عن اللجنة التحضيرية للحفل، أكد فيها أن إحياء ذكرى العظماء والأبطال والمفكرين والسياسيين مثل الفقيد أمين صالح، يمثل طاقة إيجابية خفية تبعث في نفوس الأجيال القادمة حب الانتماء إلى الوطن، والاستعداد للتضحية في سبيله، وإبراز وهج الطموح في المشاركة الفاعلة في بناء هذا الوطن وتطوره، ومواكبة ما توصل إليه العالم اليوم.
بدوره، ألقى القاضي صلاح راشد، أحد رفقاء الفقيد، كلمة استعرض فيها أبرز القيم والصفات والسمات التي كان يتحلى بها الفقيد طوال حياته، مؤكداً أن سيرته الزاخرة تميزت بالعطاء والفداء والتضحية والإقدام، إذ نذر حياته من أجل الانتصار لقضيته الوطنية، ويُعَدّ من صانعي الحراك الجنوبي، ومؤسسي المجلس الانتقالي الجنوبي، كما شغل رئاسة اللجنة التحضيرية العليا لفعالية إعلان عدن التاريخي (4 مايو 2017).
كما ألقى نجل الفقيد، مصطفى أمين صالح، كلمة شكر فيها كل من دعم وساهم وحضر لإنجاح هذه الذكرى، مؤكداً مواصلة المسيرة التي رسمها الفقيد الراحل، وداعياً له ولكل جنوبي ضحّى بروحه في سبيل هذا الوطن بالرحمة والمغفرة.
واختُتم الحفل بعرض فيلم وثائقي تناول المراحل التاريخية التي عاشها الفقيد منذ ولادته وحتى وفاته، عليه رحمة الله، ومجابهته لكافة مراحل النضال منذ عام 1994، ووعيه السديد وحكمته البالغة، كما تضمّن الفيلم شهادات توثيقية من أشخاص عايشوا تلك المراحل التاريخية معه على مدى العقود الماضية.
حضر الحفل عدد من أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، ورؤساء الهيئات المساعدة في المجلس، ورؤساء ونواب لجان الجمعية الوطنية، ودوائر الأمانة العامة، وعدد من القيادات في الحكومة والسلطة المحلية في العاصمة عدن، وجمع غفير من محبي الفقيد الراحل.