الحكم الذاتي بحضرموت بين اعتبارات السياسه والواقع .. بقلم أكرم نصيب أحمد العامري

حضرموت المنطقة الجغرافيه الأهم مساحة وثقافة ومدنية وثروه في خارطة اليمن وازدادت أهميتها الجيوسياسية خلال فترة الصراع السياسي والعسكري المستمر واستطاعت النأي بنفسها عنه بفضل عدة عوامل ليس مجالا للحديث عنها في هذا المقال, وكثيرة هي مساعي أبناء حضرموت لخلقواقعا سياسيا واداريا يمكنها من الحد الأعلى من إدارة شئونها بنفسها وكل الادبيات والمواقف السياسية لابناء حضرموت تؤكد ذلك وتسعى اليه واخرها مخرجات مؤتمر حضرموت الجامع المعلن عنها في ابريل /2017م والتي وضعت الأسس والمبادئ التفصيلية لتعزيز اللامركزية في إدارة حضرموت إداريا وماليا وامنيا وبعيدا عن تقييم تلك المحاولات بالنجاح والفشل الا انها تؤكد انها غاية يؤمنون بها لاسيما في أوقات الصراعات التي تحيط بها.

 

مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت أعاد طرح وتبني تلك الغاية بالمطالبة مؤخرا بالحكم الذاتي بحضرموت ويرى ان ذلك الهدف هو مفتاح الحل لمشاكل حضرموت الخدمية والمعيشية والسياسية ويجنبها اثار وصراعات المحيط بها المتباين سياسيا وعسكريا .

 

ان الفهم السياسي للحكم الذاتي ذو أهمية كبيره لتشكيل وعيا جمعيا بشأنه ودراسة اليات الوصول اليه والتحديات التي يمكن مواجهتها وقبل ذلك ما نتائجه على حضرموت خصوصا والوطن عموما .

 

الحكم الذاتي نظاما سياسيا واداريا يمكن مساحة جغرافيه كمحافظة او إقليم ..الخ صلاحيات واسعه لإدارة شئونها الداخلية مع بقائها جزءا من الدولهالمركزية ويهدف هذا النظام الى تحقيق التوازن بين متطلبات وحدة الدوله وبين تحقيق تطلعات المحافظة او الإقليم ولذلك فالحكم الذاتي ليس انفصالا عن النظام السياسي للدوله وانما الية لتنظيم الصلاحيات بين المركز والاقليم او المحافظة يكون فيها الإقليم او المحافظة صاحبة الصلاحيات الاوسع في اتخاذ القرارات المتعلقه بالإقليم إداريا وخدميا وامنيا واقتصاديا ..

 

وتزداد أهمية الحكم الذاتي حينما يكون المركز للدولة في حالة من الضعف سواء لأسباب سياسيه او عسكريه مما تجعله غير قادرا على الاستجابة السريعة لاحتياجات الإقاليم او المحافظات .

 

ولما ان الحكم الذاتي أساسه تمكين الإقليم من صلاحيات واسعه في الادارة واتخاذ القرارات المتعلقه بالإقليم بكافة شئونه فانه يحقق بذلك توفير الخدمات بفعالية وكفاءه اكبر وتلبية احتياجات المجتمع المحلية كما انه يحافظ على الهوية والخصوصية الثقافيه والمدنيه للإقليم او المحافظهويؤدي الى تهدئة التوترات والصراعات محليا وعدم تأثرها بالصراعات حول المركز كما يؤدي الى تشجيع وجلب الاستثمار وتوفير بيئة امنه له وفق ومصالح الإقليم او المحافظة ومتطلباتها مما يجعل التطور سريعا في التنمية المحليه واكثر تناسبا مع اولويات احتياجات المجتمع.

 

ولذلك فالحكم الذاتي صورة من صور اللامركزية يقوم على نقل صلاحيات اتخاذ القرار من المركز الى الإقليم مما يمنحها قدرة اكبر في إدارة شئونها المحليه كما انها تشجع على المشاركه الشعبيه في صناعة القرار وزيادة مساحة الحوار بالشان العام وتؤدي الى احترام اكبر للتنوع الثقافي والسياسي بالمحافظه مما يعزز المشاركة السياسية والتمثيل العادل .

 

لنجاح الحكم الذاتي في حضرموت يستوجب التعامل مع مجموعة من التحديات التي تفرضها حالة عدم الاستقرار السياسي العام سواء المتعلقهبحالة الاحتراب والصراع السياسي والعسكري او المتعلقه بتقييم المقومات المحلية بحضرموت والتي يرتكز عليها الحكم الذاتي وهي قوة مؤسسات الدولة وكفاءتها وفعاليتها ومستوى الشفافية والفساد وتحديات تتعلق بتوفر الإرادة المشتركة للحوار بين السلطة المركزية وحضرموت تؤدي الى صيغة تعاقدية لتفويض الصلاحيات في الإدارة واتخاذ القرار تتجاوز قيود الصيغ القانونية النافذه والتي تجاوزها الواقع العام وحالة الحرب ونتائجها وتتجاوز القصورالقانوني في تنظيم الحكم الذاتي واللامركزية الادارية عموما .

 

واقعيا تتوفر الإرادة الشعبيه الواسعه بحضرموت لتحقيق الحكم الذاتي كما ان مقومات نجاحهالواقعيه بمستوى مقبول ويحتاج توفر الإرادة لقيادة حضرموت في تعزيز المقومات الأخرى واهمها تعزيز كفاءة وفعالية المؤسسات وتعزيز الشراكه المجتمعيهفي اتخاذ القرار وتجفيف الفساد ومنابعه ,كما ان الإرادة السياسيه المركزية متوفره بمجلس القيادة الرئاسي الذي يعي جيدا حجم التحديات المركزية التي تواجهها الدوله اليمنيه سياسيا وادارياواقتصاديا وعسكريا وان تعزيز اللامركزية هي احد اهم المعالجات التي يستوجب المضي فيها, كما ان تصريحات فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي اكدت في اكثر من مناسبه دعمه لبناء نموذج في حضرموت يقوم على تعزيز اللامركزيه وتوسيع الصلاحيات في الإدارة واتخاذ القرار ..

قم بمشاركة الخبر
واتساب
فيسبوك
تويتر
شاركنا رأيك بالتعليق في الأسفل
اجتماعات بلا فعل.. مسرحية السلطة وصرخة الشارع بقلم أبوبكر سعيد بن مخاشن
الشيخ محمد البسيري.. صوت الحكمة في زمن الأزمات الحضرمية بقلم الأستاذ صديق محمد بافضل
حضرموت تثبّت مشروعها في لقاء تاريخي مفصلي رغم الشائعات بقلم عبدالجبار باجبير
الخارجية اليمنية واعتذار الزنداني بقلم علي العقبي
“مأرب وضجيج أصبع محروس” بقلم رشاد عبدالله
آخر الأخبار
المزيد