حضرموت والرأي الآخر بقلم سامـح باحجاج

تشهد حضرموت اليوم سلسلة من الأحداث والتحديات التي تعكس واقعا معقدا، لكنه مليء بالفرص التي قد تُسهم في تغيير وجه المحافظة نحو الأفضل وما نحتاجه الآن ليس فقط رؤية واضحة وشاملة ، بل خطة خمسية ترتكز على دراسة مدروسة لكافة احتياجات حضرموت خلال السنوات الخمس القادمة ، لتكون خريطة طريق نحو نهضة شاملة لكافة القطاعات وتغطية احتياجاتها الواعدة، وتساعد في استعادة حيوية الخدمات الأساسية وتطوير البنية التحتية.

لقد كان للخطط الخمسية السابقة أثر واضح، خاصةً تلك التي نُفذت منذ عام 2005 وما تلته إذ عززت البنية التحتية وساهمت في تحسين الخدمات الحيوية، لكنها تبدو اليوم وكأنها أصبحت من الماضي في ظل الانهيار الاقتصادي الحالي والتوتر السياسي الجاري ، وغياب الرؤية المستقبلية الواضحة.

وفي هذه الظروف من الضروري التركيز على الأستثمار في الإنسان الحضرمي، من خلال تحسين مستوى الرواتب ، وخلق فرص عمل للشباب ، وتقديم حوافز تتماشى مع ظروف الحياة المتقلبة وأسعار الصرف، مع ضرورة دعم القطاعين الحكومي والخاص لضمان استقرار معيشي واقتصادي يُفيد الجميع.

لقد مللنا من المشاريع الإعلامية التي لا تخدم إلا المسؤولين وتحسين صورتهم فقط ، وأصبح وعي المواطن أعلى من أن تنطلي عليه هذه الفقاعات الزائفة.

إن المطلوب اليوم هو تغيير جذري في السياسات في التعامل بحيث تهتم الجهات المسؤولة برفع مستوى معيشة المواطن العادي ، وتقديم برامج واقعية توفر سبل عيش كريمة للأسر في الأحياء والحارات كافة ، لأن تنمية الإنسان هي الأساس الحقيقي لأي تنمية .

ولهذا فإن التحديات التي نواجهها تتطلب منّا تبني أفكار جديدة والتفكير بشكل مختلف وأكثر ادراكاً وعمقاً ، وهي فرصة لمراجعة شاملة للسياسات السابقة ،فالمواطن يحتاج مشاريع حقيقية ،وليست مجرد وعود فارغة و التنمية الحقيقية هي تلك التي تبدأ بدعم أبناء حضرموت أولاً وتلبية احتياجاتهم .

في نهاية مقالنا نرى اننا بحاجة إلى إرادة صادقة تدفع نحو التغيير ، وعلينا أن نتعلم من السيرة النبوية الشريفة في العمل على تحقيق التكافل وتحمّل المسؤولية الجماعية فكلٌ منّا مسؤول عن مجتمعه وكما قال نبينا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام: “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.”

وختاماً إن الوضع الذي وصلت إليه مختلف القطاعات في حضرموت اليوم سواء كانت مدنية او حكومية او خاصة كل ذلك يستدعي تدخلاً عاجلًا وحلولاً جادة تخفف من معاناة أهلنا في المحافظة وهذه دعوة خالصة من القلب إلى كل من يهمه الأمر ، والله من وراء القصد .

قم بمشاركة الخبر
واتساب
فيسبوك
تويتر
شاركنا رأيك بالتعليق في الأسفل
اجتماعات بلا فعل.. مسرحية السلطة وصرخة الشارع بقلم أبوبكر سعيد بن مخاشن
الشيخ محمد البسيري.. صوت الحكمة في زمن الأزمات الحضرمية بقلم الأستاذ صديق محمد بافضل
حضرموت تثبّت مشروعها في لقاء تاريخي مفصلي رغم الشائعات بقلم عبدالجبار باجبير
الخارجية اليمنية واعتذار الزنداني بقلم علي العقبي
“مأرب وضجيج أصبع محروس” بقلم رشاد عبدالله
آخر الأخبار
المزيد