أهلًا بكم في حضرموت، المحافظة التي ينعم بخيرها الآخرون، بينما يعاني شعبها الويلات.
تخيلوا أن هذه المحافظة الغنية بمواردها وما تقدمه للحكومة شهريًا، تعاني من نقص المازوت لتشغيل محطات توليد الكهرباء!
وهي أكثر من ثلثي محطات الكهربائية لساحل حضرموت تعتمد على المازوت!
محافظ حضرموت، منذ الصباح الباكر، ذهب لتفقد مشاريع الطرقات، دون أن يكلف نفسه عناء تفقد محطات الكهرباء أو حتى التعليق على مشكلة الكهرباء ووقودها ،خلال اجتماع المكتب التنفيذي ،وكأن الأمر لا يعنيه!
ماذا فعل المحافظ لحل أزمة الوقود الخاص بالكهرباء (المازوت)؟
أم أن الأمر اقتصر على اجتماعات قبلية لتمزيق النسيج الاجتماعي وتفريق القبائل والمناصب في المحافظة؟
لماذا تتهرب السلطة ومعها الحكومة من التزاماتها بتوفير الوقود للكهرباء؟ أم أن العبء كله يُلقى على كاهل المواطن، من خلال شراء المازوت من فوارق أسعار ديزل بترومسيلة، تحت غطاء وشماعة يتحملها المواطن من قوت يومه؟
إذا كان كل شيء على كاهل المواطن، فما هو دور الحكومة والسلطة إذا؟
لماذا تُصرف لكم الرواتب والمخصصات؟
إذا لم تستحوا، فاصنعوا ما شئتم!
على الشعب أن ينهض من غفوته ويتحرك، وإلا سنبقى تحت رحمة السلطة والحكومة السلبية التي لا تجيد سوى إطالة العذاب والتلذذ بمعاناتنا.
بينما هم ينعمون بالكهرباء في منازلهم بالمواطير التي تعبأ بالوقود من المخصصات التي يتم أخذها من كأهل المواطن نحن الشعب الصامت نتحمل وحدنا هذه المعاناة.
صدق الشاعر أبو القاسم الشابي عندما قال
إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ
فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي
ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ
ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ
تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ
فويلٌ لمَنْ لم تَشُقْهُ الحياةُ
من صَفْعَةِ العَدَمِ المنتصرْ
كذلك قالتْ ليَ الكائناتُ
وحدَّثَني روحُها المُستَتِرْ
ودَمْدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجاجِ
وفوقَ الجبالِ وتحتَ الشَّجرْ
إِذا مَا طَمحْتُ إلى غايةٍ
رَكِبتُ المنى ونَسيتُ الحَذرْ
ولم أتجنَّبْ وُعورَ الشِّعابِ
ولا كُبَّةَ اللَّهَبِ المُستَعِرْ
وإذا لم نتحرك نحن كشعب، فلن يتحقق لنا شيء لا من السلطة ولا من الحكومة، وسنظل نعاني ونعاني على نفس الموال ونفس الأسطوانة.
حلف قبائل حضرموت اليوم يسير في هذا الاتجاه، فلنضع أيدينا معًا لتحقيق المطالب.
أما إذا بقينا صامتين، فستبقى النتيجة كما هي، دون أي تغيير أو تحرك.
#عبدالجبار_باجبير