صورتان بينهما ستون عاما للباحث عبدالله صالح حداد ومسيرة زاخرة بالعطاء بقلم علي صالح الخلاقي
ستة عقود مرت بين الصورتين لصديقي الباحث المشهور، عبدالله صالح حداد، ابن المبروكة (سعاد) وكوكبها الوقَّاد، الذي “لا مثيل له بالبلاد”، حسب وصف صديقنا الأديب اللبيب د.سعيد الجريري، الذي يعتبره “ثالث ثلاثة شحريين، لا يدور حديث عن الأدب والثقافة الشعبية الحضرمية، أو يُجرَى بحث عن موضوع متصل، إلا تبادر إلى الذهن أحدهم أو ثلاثتهم معاً، بما لكل منهم من صفات جامعة وأخرى خاصة، ويعني الأساتذة: محمد عبدالقادر بامطرف، عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي، وعبدالله صالح حداد”.
قضى ابو ماجد المولود سنة ١٩٤٦ممعظم سنوات عمره معلماً في مدارس الشحر الإعدادية والأساسية حتى أحيل إلى التقاعد، براتب زهيد لا يفي بمتطلبات الحياة، ولا بإيجار المنزل، وإلى جانب وظيفته التربوية التي أخلص لها، انشغل منذ وقت مبكر بالبحث والتوثيق للتراث الحضرمي، وعلى الأخص في مدينته الشحر، ولا نبالغ أن وصفناه بـ(ذاكرة الشحر) وحافظ وموثق تراثها، وشواهدنا على ذلك أعماله المكرسة للشحر، نذكر منها: “تاريخ مساجد الشحر وأصحابها”، و”رجال الشحر في شرق أفريقيا من خلال أدبهم الشعبي”، و”باحسن..بلبل الشحر الصداح”، و”زيارة الشحر وصاحبها العطاس”، و”المؤرخ الشاعر علي سعيد بامعيبد المتوفي بمسقط رأسه الشحر عام 1922م” وتحقيقه وتقديمه لمسرحية محمد عبدالقادر بامطرف “سور الشحر”، فضلا عن اهتمامه بالتاريخ والتراث الحضرمي بشكل عام، ونُشر له في هذا الصدد المؤلفات التالية:”معجم شعراء العامية الحضارمة”، “الشواني ..رقصة شعبية حضرمية”، “العدّة رقصة شعبية”، “الشاعر الشعبي فرج أحمد بلسود”، نشر “مخطوطة العطاس في أنساب بعض قاطني حضرموت”. وله قيد البحث عدد من المؤلفات، نذكر منها: “أضواء على تاريخ الأغنية الحضرمية”، “شعراء وأغنيات”، “الشاعر (أخو علوي) دراسة وتحقيق”، “المكتبة السلطانية بالشحر”، وغير ذلك من الأعمال التي يعكف على إنجازها بهمة وحيوية ونشاط نفقتدها لدى كثير من الشباب، ونأمل أن يجد (أبو ماجد) الدَّعم اللازم لنشرها لترى النور قريباً في حياته، أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية.
تم إحالته قسرياً للتقاعد وهو في عز العطاء عام 2004م، ثم ما زال وهو يقترب من الثمانين حولاً ذلك الباحث الجاد في التراث والتاريخ الذي لا يشق له غبار ، إذ صدر له 14مؤلفاً وما زال في جعبته الكثير..ألا يستحق أن نبادله العطاء بالوفاء ورد الجميل..
#علي_صالح_الخلاقي