تطل حضرموت على مفترق طرق تاريخي، حيث تتجلى فيها صورة النضال المستمر من أجل استعادة الحقوق والحفاظ على الهوية. لقد عاش الحضارم منذ عقود طويلة تجارب موجعة من الظلم والإقصاء، حيث تعرضت أرضهم لمواجع مختلفة خلال فترات متعددة بدأً من الاحتلال البريطاني الذي زاد عن 129 عامًا، لم تنجح خلالها حضرموت في الحصول على حقوقها كاملة.
في عام 1967، انضمت حضرموت إلى تبعية الجنوب العربي، لتجد نفسها بعد سنوات تحت ويلات حكم شمولي استمر 23 عامًا. ثم جاء عام 1990، الذي شهد انضمام حضرموت إلى شمال اليمن، وهي تجربه لاتقل عن سابقتها.
غير أن الأقدار كانت تحمل في طياتها بارقة أمل. في عام 2013، تأسس حلف قبائل حضرموت، ليكون منصة جامعة لكل شرائح المجتمع الحضرمي، حيث لعب دورًا محوريًا في تحقيق إنجازات ملموسة، أبرزها استعادة الأمن في ساحل حضرموت وتأسيس جيش النخبة الحضرمية، الذي يرمز إلى الانبعاث القوي للهوية الحضرمية.
اليوم، حقق حلف قبائل حضرموت تقدمًا ملحوظًا تحت قيادة حكيمة، مما يجعلنا أمام منعطف خطير في التاريخ. من ترويج للشائعات حول خلاف الحضارم، ولكن الواقع يؤكد أن جميع القيادات الحضرمية، تتوحد تحت راية الحلف. أولئك الذين يحاولون تقسيم الحلف أو ضربه في صميمه هم واهمون، إذ أن القيادة صادقة وشجاعة وقادرة على التمييز بين الحق والباطل.
من الضروري أن يكون كل الطوائف والشرائح المدنية والقبلية حول قيادة حلف قبائل حضرموت، فالتحديات لا تنتظر. لقد كان النضال من أجل حقوق حضرموت حقًا مريرًا، لكن يجب أن تُعد القوة والتضامن طريقًا للارتقاء بالأرض والإنسان. إن حلف قبائل حضرموت يمثل نواة هذا النضال، ويعكس إرادة الحضارم في استعادة حقوقهم المشروعة والمستحقة بحكمة وعزم.
أن حلف قبائل حضرموت هو تحالف يضم مجموعة من القبائل والشخصيات الاجتماعية، تم تأسيسه في عام 2013، ويهدف إلى تمثيل مصالح الحضارم والدفاع عن حقوقهم. يعتبر هذا الحلف نتاجًا للظروف الاجتماعية والسياسية المعقدة التي مرت بها حضرموت، ويعمل حاليًا لتوحيد الجهود من أجل تحقيق أمن واستقرار المنطقة، مع التأكيد على الهوية الحضرمية وحقوق أهلها. إن الحلف يمثل صمام أمان وواحد من الأدوات القوية التي تسعى لإحداث تغيير إيجابي ومستدام في المجتمع الحضرمي.
